في الختام -يا عباد الله- أدعوكم إلى الدعوة إلى الله، وإلى الرجوع إلى طريق الدعاة إلى الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري:(اللهم إني أعوذ بك من الكسل) ولندع الكسل، ولندع الفراش، وقد قال الله لنبيه:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً}[المزمل:١ - ٢] فيلتفت إلى خديجة ويقول لها: مضى عهد النوم يا خديجة، وبدأ الآن وقت الجهاد، وبدأ الآن وقت الدعوة إلى الله.
ألا تسمع من حولك -يا عبد الله- أن نساءً تهتك أعراضهن؟ ألا تسمع عن الدماء كيف تسفك؟ عشرات الألوف من الرجال يقتلون، لا جريمة لهم إلا أنهم قالوا: لا إله إلا الله: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[البروج:٨ - ٩] ما بالك لا تقوم حمية لهم؟!
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
نختم بقول الله عز وجل:{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:٢٥٠].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.