للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف أنهار الجنة وعيونها]

طعام لأهل الجنة {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة:٢٨ - ٣٠] يجلسون تحت الأشجار، ويأكلون من الثمار، وهم على الأنهار، وتخيل أنك تجلس على حافة نهر، صفة النهر ليس كالدنيا، أنهار الدنيا تجري في أخاديد، يحفر الأرض النهر فيجري فيها، أما في الجنة فلا، يسير نهر الجنة بغير أخاديد، يسير على أرضها: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} [الواقعة:٣١] تخيل أنك تجلس على حافة النهر، وعندك، وبجنبك، أصحابك وإخوانك، ولعلهم أبناؤك يا عبد الله، ولعله أبوك وأمك، تجلسون على حافة النهر، أما حافة النهر، فإنها قباب اللؤلؤ والياقوت، أتظن يا عبد الله أنها أنهار من ماء فقط؟

لا.

{فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [محمد:١٥] تصور الآن، نهر يجري من لبن: {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد:١٥] تخيل هذا النهر يجري من خمر، وأي خمر؟

{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد:١٥] وتخيل النهر الرابع: {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً} [محمد:١٥] تخيل النهر من عسل وهو يجري وتشرب منه ما شئت، وتجلس على حافته ما شئت يا عبد الله!

أما العيون في الجنة فإنها تفجر، يقول الله جل وعلا: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان:٥ - ٦].