[شاب يموت وهو يعاشر امرأة بالزنا]
يقولون: أحدهم مات وهو يعاشر امرأة بالزنا، شاب صالح فتر وضعف دينه، اختلط ببعض الفسقة الفجرة، وكان قد تعود على العمرة والحج قالوا له: نريد أن نذهب إلى بلاد الزنا والخنا قال: أعوذ بالله! قالوا: تعال تمتع، قال: لا، فلا زالوا به حتى اقتنع، والقصة حقيقية، وهذه القصة ربما البعض لا يصدقني بها؛ ولكن هناك من القصص ما هو أغرب.
يقولون: فذهب معهم بعد أن اشترط عليهم ألا يذهب معهم إلى الحرام، فقط ليرى تلك البلاد، فكان في كل ليلة يجلس في الغرفة في الفندق، وهم يذهبون إلى الحرام ويرجعون في الصباح، كل ليلة وهو لا يذهب معهم لا زال فيه شيء من الدين.
يقولون: حتى مكروا مكراً قالوا: سوف نأتي بعاهرة إليه في الغرفة لم لا يفعل الزنا معنا؟! حسد وحقد يقولون: فجاءوا له بعاهرة إلى غرفته ووعدوها بمكافأة عظيمة إن راودته ووقع عليها، يقولون: فأُدخلت العاهرة إليه في الغرفة وأُغلق الباب، فلا زالت تراوده ولا زالت تكلمه، ولا زال بها ولا زالت به هو يدفعها وهي تراوده حتى وقع عليها وفعل معها الزنا، يقولون: وفي الصباح دخلوا عليه فوجدوه مضطجعاً عندها، هما الاثنان على فراش واحد، فراش الزنا.
فقالوا لها: كيف صاحبك؟ قالت: هو بخير حال، هل فعل ما فعل؟ قالت: نعم.
ويقولون: فأيقظوه فلم يتحرك، فلان، لم يجبهم، أتعرف ماذا صنع الله عز وجل به؟
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:٥٤] {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} [القلم:٤٤] مسكين ما يدري أن ملك الموت ينتظره، فلما وقع انتهى أمره.
تقول: لماذا؟
أقول لك: القلب مريض، القلب كان يريد المعاصي، كان يريد الزنا، كان يريد الخنا: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:٤٩] يقول الله عز وجل: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:٢٧].
سمعتُ عن رجل أتعرف كيف مات؟ قيل له: قل: لا إله إلا الله يقول: لا أريد أن أقولها، قيل له: قل: لا إله إلا الله قال: لا أريد أن أقولها.
وآخر: قيل له: قل: لا إله إلا الله، قال: هو في سقر، هو في سقر، هو في سقر.
وثالث: قيل له: قل: لا إله إلا الله قال: بم أجيبه؟ بم أجيبه؟ قالوا: مَن؟ قال: ربي بم أجيبه إذا لقيته؟
وآخر: قيل له: قل: لا إله إلا الله! أتعرف ماذا قال؟ قال: ربي هو ذا يظلمني، ربي هو ذا يظلمني، ربي هو ذا يظلمني، قيل له: اتق الله اتق الله، وهو يقول: ربي يظلمني، ومات وهو يلفظها يلقى الله عز وجل على هذه الحال.
أخي الكريم! العمر واحد والحياة واحدة، فاختر لنفسك أي ميتة تريد.
كان رجل من بني النجار في أيام النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يشفع له أن كان في ذلك العصر، كان مع النبي وحفظ البقرة وآل عمران وكان من المقربين؛ لكنه انتكس وتنصر واتبع دين النصرانية، وذهب إلى النصارى، فأعجبوا به، رجل كان مع محمد عليه الصلاة والسلام وختم البقرة وآل عمران؛ فأعجب به النصارى ورفعوا شأنه وأعلوا مكانه حتى وصل به الأمر أنه نُصِّب منصباً عند النصارى، بعد أيام قصَم الله عز وجل عنقه ومات الرجل أتعرف ماذا صنع الله به؟ يقولون: دُفن هذا الرجل ثم جيء بعد يوم وقد لفظته الأرض، النصارى دفنوه، ثم جاءوا بعد يوم فوجدوه قد لفظته الأرض، فدفنوه مرة أخرى، وجاءوا بعد يوم فوجدوه خارج الأرض، الأرض تلفظه، ثم دفنوه في اليوم الثالث وحفروا له حفرة، وأدخلوه في الحفرة، وردموا عليه التراب فجاءوا في اليوم الثالث، فوجدوه خارج الأرض، كلما دفنوه فإذا بالأرض تلفظه حتى الأرض لا تريد أن تحوي هذا الرجل رجل انتكس: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا} [الأعراف:١٧٦] {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان:٢٩].