أيضاً -يا عبد الله- تفكر في موقفك بين يدي الله عز وجل، إذا جئت أمام الله:
مثل وقوفك يوم الحشر عريانا مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا
النار تزفر من غيض ومن حنق على العصاة وتلق الرب غضبانا
اقرأ كتابك يا عبدي على مهل انظر إليه ترى هل كان ما كانا
لما قرأت كتاباً لا يغادر لي حرفاً وما كان في سر وإعلانا
نادى الجليل! خذوه يا ملائكتي مروا بعبدي على النيران عطشانا
هل تفكرت في تلك اللحظة؟!
قال الله تعالى:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ}[آل عمران:٣٠] في تلك الليلة التي أغلقت فيها على نفسك الباب، وأطفأت الأضواء، وفعلت فعلتك التي فعلت، {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه}[آل عمران:٣٠] تلك اللحظة التي قالت لك أمك: يا بني! فقلت لها: لا.
ذلك الموقف الذي أمرك فيه أبوك فقلت له: لا.
تتذكره يوم القيامة {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:٣٠] هل تفكرت في هذا الموقف؟!