[حال الأمة اليوم]
اسمع أخي الكريم! إلى حال أمتنا يصفها هذا الشاعر، هذه الأمة المريضة ولا نقول ميتة، اسمع إلى حالها، وأرجو أخي الكريم أن تفكر في كلمات هذه الأبيات، فكر واستشعر، ثم سل نفسك بعدها، هل دخل الهم في القلب؟ يقول:
إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليداً بأيدنا أضعناه
كان صغار الصحابة يواجهون صناديد الكفر - أبا جهل - وينقضون عليه كالصقر، وكلهم يفتخر يقول: أنا قتلته يا رسول الله! مجد حتى كان يعد عليه الصلاة والسلام سراقة بسواري كسرى، وأعطاه عمر لـ سراقة، اسمع ذلك المجد الذي ضاع:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده وكان لنا ماض نسيناه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا
وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها عمن بناه لعل الصخر ينعاه
هذي معالم خرسٌ كل واحدة منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
الله يعلم ما قلبت سيرتهم يوماً فأخطأ دمع العين مجراه
لا در در امرئ يطري أوائله فخراً ويطرق إن سائلته ما هو
يا من يرى عمراً تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً من خوفه وملوك الروم تخشاه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه
ما الهم الذي تحمله؟ هل في قلبك هم؟
تطرق يوماً من الأيام بيوت الجيران، تقول لهم: يا قوم! اتقوا الله، يا قوم! الأذان يؤذن ولا أحد منكم يخرج إلى الصلاة، هل هذا الهم يشغل قلبك؟
هل يشغل قلبك يوماً من الأيام أخي الكريم أنك ترى ولدك يحفظ القرآن، يدعو إلى الله، يطلب العلم، يجاهد في سبيل الله، هذه الأمنية التي ما حصلت أنت عليها، هل تتمناها لأولادك؟
هل تتمناها لجيلك يا عبد الله؟
هل يشغل قلبك هذا الهم أن ترى يوماً من الأيام الحدود تطبق وشرع الله يقام، وكتاب الله وسنة رسول الله يحكم بها في هذه الأرض هل هذا الهم يشغل قلبك؟
أم أنت ممن يقلب الجريدة، والصحف، يبحث عن بيت، ويبحث عن محل، أو يفكر في تجارته؟
ولا أحرم عليك هذا ولكن، سل نفسك يا عبد الله وكن صادقاً ما الهم الذي تحمله؟
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.