للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة انشغال اللسان بما ينفع]

أخي العزيز: ما الذي تشغل به لسانك؟ اشغله بذكر الله، اشغله بطاعة الله، بالتسبيح، بالتحميد، بالتهليل، بالاستغفار لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام في المجلس الواحد يستغفر الله سبعين مرة، فهل استغفرنا مرة واحدة في المجلس؟! كم ضيعنا من الأجور والحسنات ونحن نجلس نتحدث في المجالس ولا ندري ما الذي نتفوه به، يقول عليه الصلاة والسلام: (من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة) وليس في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب، فهل جربت هذا؟ لن تأخذ منك إلا ثانيتين أو ثلاث ثوان، ولو أردنا أن نزرع نخلة كم ستأخذ منَّا؟ ستظل شهوراً حتى تثمر، وربما لا تثمر، لكن في خلال ثلاث ثوانٍ تحصل على نخلة في الجنة ساقها من ذهب هل جربت في المجلس أن تقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، ولن تأخذ من وقتك خمس دقائق، وما الذي يحصل؟ (من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) والله يقول: {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:١١٤] فاشغل لسانك بالخير، وقد تقول: لقد تكلمت بالخير، وبالصالحات، وسألت عن أحوال المسلمين، وتكلمت عن شجونهم، وتكلمت عن مآسي المسلمين، شغلت لساني بهذا وانقطع الخير، فماذا أصنع؟ أقول لك ما قاله عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وقال عليه الصلاة والسلام لأحدهم لما قال: لا أستطيع، قال: (إن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا عن خير).

أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني وإياكم بما ذكرت، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاكم الله خيراً على حسن استماعكم.