أنا سوف أتكلم، وإن كنت أول المقصرين، الأقصى يئن تحت وطأة اليهود عشرات السنين وعقود من الزمن، المشكلة ليست فقط في الأقصى حرمات كثيرة للمسلمين تنتهك اليوم، والمسلمون أكثر الأمم اليوم ولا شأن لهم، ولا دور لهم في الأمم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثير، لكنكم غثاء كغثاء السيل، قد أوهن قلوبكم حبكم الدنيا، وكراهيتكم الموت) نعم.
نحن اليوم نفرح بأن هذا الجمع أتى للمحاضرة، وقد لا تكرر هذه الجموع كثيراً، وكم يبلغ هذا الجمع؟ مائتان، ثلاث مائة، خمس مائة، ألف، نحن نعلم أن بعض جموع المسلمين تبلغ عشرين وثلاثين ألفاً، يجتمعون لأجل لعب كرة القدم، ويجتمع ألوف من البشر من أول الليل إلى آخره لأجل مطربة ومغنية، ويجتمع كثير من المسلمين بالألوف لأجل تفاهات الدنيا، ولكن من منهم يجتمع لأجل ذكر الله؟! القليل القليل (قد أوهن قلوبكم حب الدنيا وكراهية الموت).
يجب علينا أن نجاهد في سبيل الله لنحرر الأقصى، ولكن أين الجهاد؟ وأين عدته؟ من يفتح لهم الباب؟ {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال:٦٠].
ومجالس الذكر اليوم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من أعظم الإعداد نشر الدين، ونشر الصلاح بين الناس، والصحوة الإسلامية اليوم هي التي تقض مضاجعهم، لِمَ يحاربوننا بالإعلام، وبالجنس، وبالفساد، والمخدرات والمسكرات؟ لأنهم يخافون من الصحوة الإسلامية، يخافون من امتلاء المساجد، يخافون من أهل الدين والصلاح وحفظة القرآن، يخافون من الذين يجتمعون على مثل هذه المجالس، لكن نقول: هذه هي البداية، البداية الآن بملء هذه المساجد، حلق العلم، نشر الدين، الشريط الإسلامي، نشر الحجاب بين النساء، هذه هي البداية، وهو الإعداد الحقيقي اليوم حتى نؤسس في قلوبنا الإيمان، وحب الجهاد، والاستعداد له، وبإذن الله جل وعلا لن يقف أمام المسلمين يهود ولا غيرهم، فهم أذل وأخس وأقل من أن يقفوا أمام جموع المسلمين، لكن إذا صدق المسلمون ورجعوا إلى دينهم وتوكلوا على ربهم {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:٢٤٩] بإذن من؟ بإذن الله، إذا كانت هذه الفئة القليلة متقية لله عز وجل.