للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفات أهل الجنة]

أتعرف تلك الجنة أعدها الله لمن؟

للذين هم في صلاتهم خاشعون، للذين هم للزكاة فاعلون، ولفروجهم حافظون، للذين أطاعوا الله ورسوله ففعلوا السنن وحاربوا البدع، للذين وحدوا الله عز وجل، وتركوا الشرك بالله صغيره وكبيره، للذين أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وركعوا مع الراكعين، للذين تركوا المراء، وتركوا الكذب وإن كانوا مازحين، لمن حسنت أخلاقهم، لمن أطعموا الطعام، وألانوا الكلام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام.

نعم يا عباد الله! للآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، وللدعاة في سبيل الله، نعم يا عبد الله، للذين ضمنوا ما بين لِحاهُم وما بين أفخاذهِم.

عبد الله! أولئك عباد الله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر:٥٣] لا تقنط يا عبد الله، ركعتان تحسن فيهما وتستغفر الله عز وجل من ذنبك يغفر الله لك ذنبك كله: (مَن قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ حُطَّت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، (يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم).

فحيَّ على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيمُ

وحيَّ على روضاتها وخيامها وحيَّ على عيش بها ليس يُسأمُ

فيا ساعياً في غمرة الجهل والهوى صريع الأماني عن قريب ستندمُ

قد دنى الوقت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضَرَّمُ

وتشهد أعضاء المسيء بما جنى كذاك على فيهِ المهيمنُ يختمُ

{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:٢١].

أسأل الله عز وجل الذي جمعنا في هذا المكان؛ أن يجمعنا وسائر المسلمين في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين.