لقد بدأ طريقه وخطواته بخطوة أولى مع آدم عليه السلام، أتى إلى آدم وحواء فقال لهما:{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ}[الأعراف:٢٠] واسمع إلى هذه الخطوة التي كانت بداية الشقاء للبشرية جمعاء، وهي بداية النزول من النعيم إلى دار البلاء، قال لهما:{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}[الأعراف:٢٠] فبدأ يوسوس لهما ليبدي لهما ما وُري عنهما من سوءاتها، بدأ يدلهما بغرور، حتى جاءهما بلباس الناصح الأمين، ولباس الشيخ الوقور، وقال لآدم: يا آدم أتريد الخلد في هذه الجنة؟
أتريد أن تصبح مَلَكاً من الملائكة؟
قال آدم: نعم.
ومن منا لا يريد هذا؟!
قال: كل من هذه الشجرة، يا آدم! أحل الله لك كل ما في الجنة إلا هذه الشجرة، ما شأنك تريد الأكل منها؟!
الشيطان يا عباد الله! إنه يأمر بالفحشاء والمنكر، فإذا بآدم يأكل، وإذا بالسوءة تنكشف، وإذا بأول معصية من آدم لله:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه:١٢١] ثم تاب آدم فتاب الله عليه، ولكن جُبِلَت أمته على هذا الأمر، نسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته.