للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخاتمة الحسنة]

على النقيض من ذلك! يتحدث طبيب آخر ويقول: في لحظة من اللحظات جاءتنا في الطوارئ امرأة عمرها خمس وخمسون سنة والأطباء عندهم قصص غريبة؛ لأنهم يرون الأموات يرون الرجل في أول خطوة في العالم الآخر، يقول: فإذا امرأة عجوز عمرها خمس وخمسون سنة، فيها ذبحة صدرية، فوضعناها على الفراش، قلبها متوقف لا ينبض، فجئنا بالأجهزة الكهربائية، فوضعناها على صدرها مرة ومرتين وثلاث وأربع ربما يرجع نبض القلب، يقول: وفعلاً بعد أكثر من صدمة رجع نبض القلب مرة أخرى، أتعرف ما الذي حصل؟ يقول: فتحت عينيها ثم قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله يقول: ففرحت، ثم أغمضت عينيها وماتت يقول: وكأن الله عز وجل رد روحها لتنطق الشهادتين، وهذه أغرب قصة وجدتها في المستشفى في حياتي {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:٢٧] يقول الطبيب: بعد أن فرغنا من الجنازة، ذهبت إلى زوجها بعد أيام، فقلت له: أخبرني ما شأن هذه المرأة؟ قال الرجل: هذه زوجتي منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً لم تترك قيام الليل أبداً، إلا أن تكون معذورة العذر الشرعي.

قال بعضهم:

إذا ما الليل أقبل كابدوه فيسفر عنهم وهم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منه تنفرج الضلوع