للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أدلة وجوب صيام شهر رمضان وشروط الصيام]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

أيها الإخوة المسلمون! صوم رمضان واجب بالكتاب، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة:١٨٣].

وواجب بالسنة، قال عليه الصلاة والسلام: (بُني الإسلام على خمس وذَكَر منها: صيام رمضان).

وبالإجماع: فقد أجمع المسلمون على وجوب صوم شهر رمضان.

فقال أهل العلم: صوم رمضان واجب على كل من:

١ - المسلم: فالكافر لا يجب عليه صيام رمضان، وسوف يُحاسب به عند الله.

٢ - العاقل: فالمجنون لا يجب عليه صيام رمضان، وكذلك إذا كَبُر الرجل أو المرأة، فذهب عقله أو ذهب عقلها، أو أصابه الكِبَر أو أصابها، فأصبح لا يعرف شيئاً، فهذا لا يجب عليه الصوم، ولا يجب أن يُصام عنه، ولا يُطعم عنه عن كل يوم مسكيناً، فقد رفع الله عنه القلم.

٣ - البالغ: فالصبي الذي لم يحتلم، والبنت التي لم تبلغ لا يجب عليهما الصيام؛ لكن يعوَّدون منذ الصغر، كما كان الصحابة يعودون أولادهم الصغار منذ الصغر على الصيام، ويلهونهم باللعب وبغيره عن الطعام والشراب، فيُعَوَّد الصغير، وتُعَوَّد الصغيرة منذ الصغر على الصيام حتى يُعْتاد عند الكِبَر.

٤ - القادر: فالعاجز الذي لا يستطيع الصوم كالمريض لا يجب عليه الصوم، فإذا كان مرضه يُرجى برؤه، فإنه يقضيه بعد أن يشفى إن كان المرض لا يُرجى برؤه، وسوف يستمر معه حتى الموت إلا بعلم الله وبإذنه، فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً.

٥ - المقيم: فالمسافر لا يجب عليه الصوم، قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:١٨٤].

٦ - التخلي من الموانع: فالمرأة الحائض وكذا النفساء لا يجب عليهما الصوم، ويقضيان بدلاً عنه أياماً أُخر.