هناك صنف آخر من الناس، تركوا صحبة الصالحين في الدنيا، كان يقول في الدنيا: لماذا أتعب نفسي؟ ولماذا أتضايق وأجلس في المسجد وأقرأ القرآن، وأحفظ، وأحضر الدروس؟ لماذا هذا التعب كله؟ أتمتع بالدنيا حتى إذا كبرت أتوب وأصلي وأدخل الجنة؟
أتعرف هذا الصنف من الناس أين سوف يكون مصيره؟ {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً}[الزمر:٧١].
يأتي يوم القيامة إلى المحشر أتعرف كم طول المحشر الذي يقف الناس؟ خمسين ألف سنة، الآن كم عشت الآن؟ أربع عشرة سنة، خمس عشرة سنة، بل قد مل بعض الناس من الدنيا، يقف الواحد خمسين ألف سنة على رجله لا يجلس، بعض الناس يعرق حتى يصل العرق إلى فمه ويلجمه إلجاماً.
أخي الكريم! بعدها يجمع مع أصحاب الدنيا أهل اللعب أهل الطرب أهل الأغاني أهل المسلسلات والأفلام أهل متابعة النساء، أهل الدخان، هؤلاء كانوا أصحابه في الدنيا، يجمعون يوم القيامة هؤلاء الصنف فريق، وهؤلاء فريق، فريق يذهبون إلى الجنة، فانظر إلى صاحبك الذي كان معك يحفظ القرآن وتركته، الذي كان يضرب عليك الباب، يقول: تعال إلى المسجد فلا تسمع له، تنظر إليه يمشي مع أصحابه إلى الجنة، أما أنت يا مسكين فتجتمع مع أصحاب اللعب والطرب والأغاني إلى أين؟ إلى جهنم، فهل تعرف ما صفاتها؟
النار تتطاير بشرر ترى النار عندما نشعلها يخرج منها شرر لا يؤثر عليك، أتعرف شرار النار كيف حجمه؟ إنه بحجم القصر، أرأيت القصر البيت الكبير، هذا هو شرار النار، فكيف بالنار؟!
النار مظلمة، ليس فيها نور، فأول ما يدخل هذا المسكين الشاب جنهم يرى فيها أصحابه من أهل الدنيا، الذين كانوا ينادونه للعب وللهو يقولون: لا.
نم.
يقول لهم: صلاة، يقولون: ما زلت صغيراً والعمر طويل، والعبادة باقية إلخ.