أكثر من (٨٠%) من الذين وقعوا في المخدرات وهذه إحصائية في الكويت وقعوا بسبب صحبة السوء، والتقيت بكثير من المدمنين والله ما أرادوا الإدمان ما فكروا في حياتهم بالمخدرات، كانوا يخافون من شيء اسمه مخدرات، وكان أسوء شيء عندهم المخدرات، والآن صاروا مدمنين لها ومروجين والسبب الصحبة، فبعضهم كانوا يدخلون له المخدرات بأن يركب السيارة، ويضعون له البودرة في مكيف السيارة، أو في علب العصير، كراتين مغلقة غير مفتوحة ولكن فيها مخدرات، فكيف أدخلوا المخدرات في كرتون العصير؟
بإبرة يدخلون (هروين) خالصاً بحيث يصير مدمناً بشربة واحدة، ثم لا يمكن أن يتخلص من الإدمان إلا ربما يموت أو يهتدي بصعوبة.
رجل كان يعطي امرأة وردة، وتفرح هذه المسكينة، ولا تدري أنه عشيق وصاحب، وما تدري أنه يوقعها في المخدرات، يضع البودرة في الوردة وهي تشم الوردة وتشم المخدر، وكذلك في البيبسي.
وجاءني شاب إلى المسجد وعمره اثنان وعشرون سنة بوجه مظلم، قبيح، كريه، مخيف، وأعطاني صورة جميلة، قلت: من هذا؟
قال: هذا أنا، قلت: مستحيل! قال: والله يا شيخ هذا أنا قبل أن أدمن المخدرات، قلت له: كيف؟
يقول: بشرب الشاي، كان عندنا ديون كنت أشرب الشاي فيه معهم يومياً، ويضعون لي البودرة وأنا لا أدري، حتى إذا أدمنت ونفدت أموالي، بدأت أروج، قلت له: تب إلى الله! واهجر صحبة السوء، قال: فكرت في التوبة فهددوني بالسلاح، وذلك لأن عنده أسراراً فإنه يعرف التجار، قلت له: والله لو قتلوك فأنت في سبيل الله، ومع هذا لن يستطيعوا قتلك (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) إياكم وصحبة السوء.