عباد الله: إن مما يدمر بيوت المسلمين هو ما يحدث في هذه البيوت من السحر والكفر بالله العظيم، حتى أصبح كثيراً من الناس يشتكي ويقول: لا أستطيع أن أجامع زوجتي، والولد يشتكي من مرض لا سبيل له، والأم تشتكي من الزوج، حتى إن بعض الناس قد يذهب إلى بلاد أخرى ليفك سحره بسحر آخر، بل أتاني كثير من الناس، بل للأسف بعضهم من المصلين يعطيني أوراقاً يشتكي منها ليس فيها إلا طلاسم وسحر وشعوذة، فماذا كانت النتيجة؟ الانفصال عن زوجته.
نعم! إن للسحر حقيقة:{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}[البقرة:١٠٢] لا يراقب أحد منا من يدخل بيته، ولا يحذر مِمن يدخل بيته، فعندما يدخل فلان وتدخل فلانة، يضعون الأوراق وتلك الخرزات، ويشرب هو من بيت الجيران أصحاب سوء الذين لا يعرفون ذكر الله ولا الصلاة، أو يأخذ بعض الخيوط، أو يشتكي من فلان، والمصيبة أن هذا الرجل قد يكون صاحب دين لكنه من أفجر خلق الله؛ بل لعله يكفر بالله العظيم.
عباد الله: إن ما يحصل في كثير من البيوت، نعلم عنها ويعلم عنها بعض الناس، ويدخل إلى هذا المكان ويشتكي لي أنه قد طلق زوجته، وأن المرأة قد هربت من البيت، وأن البيت قد ضاع، والأولاد قد تركوا البيت أكثر من شهر وشهرين، وأن البيت قد انهدم كل هذا كان بسبب ورقة، أو بسبب خيط، أو بعض الخرزات، أو بسبب فلانة الساحرة التي كانت تتردد على البيت، يقول: أستحي أن أطردها سبحان الله! الآن تجرع مرارة هذا الحياء الآن تحمل عقوبة هذا الذنب الذي ارتكبته؛ أنك سمحت لها أن تأتي إلى هذا البيت، بل والله لو كانت من أقرب الأقربين، أو من أقرب الأرحام، فلتطرد من البيوت.
حد الساحر -يا عباد الله- القتل؛ لأنه لا يستحق الحياة على وجه هذه الأرض، لأنه يفرق بين الناس، ولأنها تفرق بين الخلق.