أولاً: ما داهم بعض البيوت من الخمور والمخدرات والمسكرات، ولا أتكلم عن خيال، بل يأتيني بعض الشباب في هذا المسجد يشتكي لي من سلات المخدرات، تدخل دور الأحداث، وسلوا المتخصصين وأهل الأمن: هل هي منتشرة أم لا؟ بل إن بعض أبناء المصلين قد أصابهم هذا الداء داء ومرض تشتكي منه الدول العظمى قبل الدول الصغرى، يحاولون حربه والتخلص منه، يطبقون أقصى أنواع العقوبات ولكنه ينتشر، يمنعونه بكل الوسائل لكنه يفشو، يحاولون حربه لكنه ينتصر هل تعرفون ما الحل؟! لا حل في نجاتنا من هذه المخدرات ودائها وانتشارها حتى في هذا المجتمع إلا بالدين، وبالرجوع إلى المساجد، وبقراءة القرآن.
اجلس مع بعض الشباب في تلك الزوايا وفي تلك الأماكن المظلمة، وسلهم عم يصيبهم وعم يعانون منه؟
يقولون لك: المخدرات لا نستطيع التخلص منها؛ بل إن هناك بعض صغار السن قد أصيبوا بهذا الداء، كان في البداية هزلاً ومزاحاً، وكان يلائم أصحابه ويسايرهم ولكنه بعد هذا أصبح إدماناً، ثم لا تسل عما يحدث بعد المسكرات والمخدرات من جرائم، بعض البنات في بعض البيوت وقد سمعنا هذا من الثقات يقولون: إنهن يغلقن على أنفسهن الباب بالمفتاح خوفاً من آبائهن وإخوانهن، تعلمون لِمَ؟ لأن الآباء في حال السكر لا يعرفون ماذا يفعلون!!
عباد الله: إنها بيوت قريبة لو كنا نعلم إنها بيوت بدأت تنتشر ونحن لا نشعر، هذا أول داء هدم كثيراً من البيوت، حتى أصبحت بعض النساء تذهب خارج البيت تبحث عن المال؛ لأن الأب قد أنفق جميع معاشه على المخدرات، بل استدان واقترض مالاً في سبيل المخدرات، لأنه لم يستطع أن يتخلص منها، بل إن بعض الرجال يسرق مال زوجته وذهبها ليشتري به المخدرات، بل إن بعض الرجال قد فصل من العمل، وطرد من الوظيفة، وجلس في البيت وتجولت امرأته في الطرقات تبحث عن مال تطعم به أولادها وأطفالها وتحفظ به نفسها، ثم بعد هذا باعت عرضها، فدمرت البيوت، هل تعرفون ما البداية؟
البداية: أن صاحب سوق دخل البيت، أو تعرف عليه الولد في المدرسة، أو صاحبة سوق تعرفت عليها البنت في الثانوية، أو في الأسواق، أو مع الجيران، وكانت في البداية حبة صغيرة وضعت في كأس من البيبسي أو الماء أو العصير فتلذذت به وتلذذ بها، ثم الحبة تلتها أخرى، ثم أصبح الأمر إدماناً، ثم تهدمت البيوت، هذه معصية من المعاصي، وهي كثيرة سوف نسرد بعضها.