من أعظم أسباب تقوية الإيمان: الصحبة، قل لي من تصاحب أقول لك من أنت.
كم من الناس من قرر التوبة والهداية، وقرر أن يلتزم لكن عنده أصحاب -والعياذ بالله- لا يتركونه؛ يا فلان! تعال عندنا الليلة فيلم جديد، وعندنا سهرة إلى الصباح، أما سمعت آخر أغنية؟
رأيت آخر المجلة؟
هل عملت أين سافر فلان؟
تعال نسافر، كلمات وإغراءات؛ لأنهم لا يريدون لأحد من الناس أن يهتدي، الواحد منا إذا تحسر يعض مرات على إصبعه لا شعورياً، هل رأيت واحداً في يومٍ من الأيام يدخل يديه الاثنتين داخل فمه يعض عليهما؟
هذا يحصل يوم القيامة قال تعالى:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}[الفرقان:٢٧] يدخل يديه فيعض عليهما: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً}[الفرقان:٢٧ - ٢٨] يا ليتني ما عرفته، ياليتني ما صادقته، ما زاملته، ولا رأيته، يطلب رؤيته عند الله يوم القيامة، يا رب! أريد أن أرى فلان بن فلان.
لماذا يريد رؤيته؟
الله يسأله لماذا تريد أن ترى فلان بن فلان؛ الذي أضله وضحك عليه، وأعطاه الأشرطة والأفلام، والصور والمجلات، وعلمه طريق الحرام والمنكر.
قال تعالى:{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْس}[فصلت:٢٩] شيطاني من الجن وشيطاني من الإنس، أريد أن أرى الاثنين يا رب! الذي ضحك علي من شياطين الجن، والذي ضحك علي من شياطين الإنس، هل تظن أنه يريد رؤية صاحبه لكي يعانقه أو يودعه أو يسلم عليه؟
انظر لماذا يريد أن يرى صاحبه وزميله وحبيبه {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ}[فصلت:٢٩] لكن هل ينفع الندم؟
الآن تريد أن تطأ قدمك على رقبته، أين كنت في الدنيا؟
كلما قررت التوبة تضل لأجله، كلما عزمت على الهداية تركتها لأجله.