للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلامة الرابعة: ظهور الأخلاء ذوو الوجهين]

تجد في الناس إخواناً في العلانية، يصافح بعضُهم بعضاً، ويوَدُّ بعضُهم بعضاً، فإذا خلا كل منهم إلى صاحبه وإلى نفسه لَعَن أخاه وسبه واغتابه وشتمه:-

هم على صراط واحد، وعلى عقيدة واحدة، إخوان لكن في العلانية، فإذا كانوا في السريرة رأيتهم أعداء متباغضين متلاعنين يحذر بعضُهم من بعض.

اسمع إلى هذا الحديث الموقوف، هذا الكلام الذي يرويه أمين هذه الأمة: أبو عبيدة عامر بن الجراح، روى الطبراني عن محمد بن سوقة قال: أتيتُ نعيم بن أبي هند فأخرج إلي صحيفة -رسالة- فإذا فيها: [من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب سلام عليك -وجاء في هذه الصحيفة- وإنا كنا نتحدث أن أمر هذه الأمة في آخر زمانها سيرجع إلى أن يكون إخوان العلانية أعداء السريرة] سوف يكونون في آخر الزمان إخواناً في العلانية أمام الناس، وإذا أتيتَ إليهم منفردين فإنهم أعداء، فرد عمر بن الخطاب على هذه الرسالة يؤكد ما قالا ويصَدِّقهم على ما قالا- ولكنه يقول: [سوف يكون هذا الأمر إذا ظهر في الناس الرغبة والرهبة] أي: إذا أخذوا يرغبون في الدنيا ويرهبون منها، وأصبحت أخوتهم لأجل مصالح الدنيا.

يقول الله جل وعلا: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:١] اقتربت فهي قريبة، إن كان من العلامات علامة قد وقعت فهي قريبة، ما بالكم وأكثر هذه العلامات نراها بأم أعيننا قد انتشرت في هذا الزمان؟!