أربعة شباب ما صلوا ولا صاموا ولا ذكروا ربهم، بعد إجازة ماجنة، كانوا في سيارة في إحدى الطرق السريعة، فانقلبت بهم السيارة، فمات ثلاثة من ساعتهم، أما الرابع فأدركه رجل المرور، فجاء إليه وقد تمزق جسمه والدم يسيل، وهو يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة، قال الشرطي النبيه العاقل: يا فلان! قل: لا إله إلا الله، قل: لا إله إلا الله! أتعرف بم رد عليه؟ قال وهو ينظر: هو في سقر، هو في سقر، هو في سقر.
ثم مات وهلك:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[المدثر:٤٢ - ٤٣].
بل اسمع إلى هذا المرابي، كان يأكل الربا في حياته ولا يبالي به، وقبل الموت قيل له: يا فلان! قل: لا إله إلا الله، فقال: عشرة بخمسة عشر، قال: يا فلان! قل الشهادتين، قال: عشرة بخمسة عشر، قال: قل: لا إله إلا الله، قال: عشرة بخمسة عشر، ثم مات وهو يلفظ الربا {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ}[البقرة:٢٧] أي: يوم القيامة {لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا}[البقرة:٢٧].
اسمع إلى هذا الرجل في إحدى المؤتمرات في دولة خليجية، كان هناك شابٌ صالح عسكري واقف مع الجنود، يقول صاحبه: كان أمامي وكان دائماً يذكرنا بالصلاة، وكان في الصف العسكري جالساً، والرجل الذي بخلفه يعبث بالسلاح، وذلك قبل أن يدخل الرؤساء، وكنت بجانبه، يقول: وأثناء عبثه بالسلاح أخطأ فانطلقت رصاصة من سلاحه، فوقعت على رأس صاحبي من الخلف، فسقط على الأرض، فوالله لقد رأيت مخه قد خرج من رأسه، وكان السلاح قوياً؛ لأنه كان قريباً من الرأس، يقول: خرج المخ من رأسه قطعة واحدة، فلم أتدارك نفسي إلا وأنا عنده، فنظرت إليه وهو في أنفاسه الأخيرة، فقلت له: يا فلان! قل: لا إله إلا الله، كيف يقولها والمخ قد خرج من الرأس؟ أي ذاكرة؟ أي عقل؟ أي مخ؟ يقول علماء الطب: انتهت الذاكرة كيف يتكلم؟ يقول: والله لقد رأيت مخه خارج رأسه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.
يقول: ثم خرجت نفسه من جسده إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، إن شاء ثبتها، وإن شاء أزاغها، ذلك بأنهم زاغوا:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[الصف:٥].