عبد الله! إذا أردت طريق جهنم، فتعرف على الذي لا يصلي في المسجد، تعرف على فلان الذي لا يحفظ معك القرآن، تعرف على فلان الذي همه في الدنيا الأغاني، والمسلسلات، والسينما، والمسارح، تعرف عليهم واجلس معهم، واخرج معهم، واذهب معهم، فهذا هو طريق جهنم، إذا أردتها -يا عبد الله- وما أظنك تستطيع الصبر عليها.
إذا أردت الجنة التي وصفناها قبل قليل، فهذا هو طريقها، وهؤلاء هم الصحبة، سوف تدخل معهم وأنت قابض بيديك على أيديهم، جماعة واحدة، ندخل بإذن الله جل وعلا في الجنة، لعلك تأتيني يوم القيامة، فتقول: يا فلان! وتناديني في الجنة، وأسلم عليك، فتقول: تذكرني؟ أقول: والله ذكرني، فتقول: تذكر في مسجد كذا، كنت جالساً أمامك وكنت تعمل لنا ذلك الدرس، أقول لك: نعم.
تذكرت بإذن الله جل وعلا، فأقول لك: ماذا جرى؟ فتقول لي: يا فلان! من ذلك الوقت سرت مع الصالحين أحضر معهم وأذهب معهم، وأحضر الدروس، وأحفظ القرآن، حتى ختمت القرآن، ثم بعدها حضرت الدروس، وقرأت الكتب، وحافظت على الصلوات الخمس، حتى توفاني الله جل وعلا.
أقول لك: يا فلان! عذبك الله؟ فتقول لي: لا والله، جئت إلى ربي جل وعلا، فكان ربي غفوراً رحيماً، أدخلني بسرعة إلى هذه الجنة، لعلي في ذلك اللحظة أعانقك وتعانقني، وأجلس معك على الأرائك، ونخوض في الحديث والسمر، ونتحدث حتى تغرب الشمس، وتقول لي: هل هناك غروب للشمس، أقول: لا.
ليس هناك في الجنة غروب ولا شروق، نجلس في الجنة ما شاء الله.
لعلك تأتيني يوم القيامة، تقول لي: يا فلان يا شيخ! تعال معنا نجلس مع الشباب فإنهم مجتمعين كما كانوا في وقت الدروس يجتمعون، فهم الآن في الجنة مجتمعون، عند الأشجار والأنهار، وفي القصور والخيام، لعل هذا الأمر يحدث.
أخي الكريم! إذا أردت هذه الطريق، وهذه النهاية السعيدة، فاصبر مع إخوانك، واحمل هذا القرآن وهذه الدروس، وتحمل إخوانك في الله، هذا يقول لك: اجلس، وهذا يقول لك: قم، اصبر سنوات قليلة ثم تحصل على هذه السعادة العظيمة النهائية.
أقول هذا القول، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.