للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإمام أحمد وعفوه عن المعتصم]

الإمام أحمد في ليلة من الليالي قام الليل وسجد فأخذ يبكي رحمه الله، وفي الصباح سئل: ما لك يا إمام -رحمك الله- رأيناك تبكي في الليل؟ قال: مر علي في الدرس قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:٤٠] فذكرت المعتصم الذي كان السبب في جلدي، فصليت وسجدت فدعوت الله أن يغفر له وأن يحلله.

هل وصلنا إلى أولئك السلف؟ لقد كان في قلوبهم إحسان الظن والتماس المعاذير، كانوا لا يتلمسون الأخطاء، ولا يطلبون الهفوات، ولا ينشرون الزلات بين الناس، قلوبهم كالقلب الواحد، أجسادهم كالجسد الواحد، كانوا يتمثلون الإنصاف، ويتعاملون بالعدل، ولا يقومون إلا بالقسط، كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} [المائدة:٨].