[نصيحة لمن في بيته ستلايت دون رغبة منه]
السؤال
نصيحة للشباب الذين في منازلهم جهاز (الستلايت) دون رغبة منهم، وهذا الجهاز يعرض الأفلام التي تعرفونها؟
الجواب
مصيبة -أيها الإخوة- أن يأتي رب المنزل ورب الأسرة بهذا الجهاز، فإن عليه وزره ووزر من رآه ونظر إليه واستمع إليه, وفسد على يديه إلى قيام الساعة، كيف يتحمل هذا؟ وإذا كان مستعداً أن يتحمل أمام الله، فليعرف أن هذا هو فعله، والله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:٦]
السؤال ليس لأولئك، إنما للشباب الذين هم مرغمون، وفي بيوتهم (ستلايت) أقول له: اتق الله حيث ما كنت، حاول أن تخرج هذا (الستلايت) من البيت بالكلمة وبالموعظة، وبالحكمة، وببيان مفاسده وأخطاره على الوالد والوالدة الآن نتكلم عن بعض أخطار التلفاز دعك من (الستلايت) يقولون: إن أحد الرجال دخل إلى البيت -هذا لأهل الغيرة نتكلم بهذا الكلام- دخل إلى البيت ورأى التلفاز، وأمام التلفاز ابنته الصغيرة، فنظر فإذا على الشاشة موضع قبلة -شفاه على التلفاز- فأول من شك فيه البنت الصغيرة قال: يا ابنتي! أما تستحين من هذا الفعل تقبلين الشاشة؟ فقالت البنت وهي تضحك: يا أبتي لست أنا، قال: من؟ قالت: إنها أمي، لما ظهرت صورة المطرب الفلاني لم تتمالك نفسها فقبلته على الشاشة.
بعض الناس يظن أن المرأة ما فيها شهوة! نقول: يا أخي الكريم! إنها ترى في التلفاز أجمل منك، وهي ترى بعض الرجال الذين ما تعدو أن تأتي أنت بعشر جمالهم، وهي ترى رجال -أسأل الله العافية- بصورة نساء، وهي ترى وتسمع كلمات الغزل، والفحش والبذاءة، وبعضٌهم يتبجح ويقول لك: جهاز (ستلايت) يأتي بجميع البرامج حتى إسرائيل أما يستحي؟! أما يدري أننا ما زلنا الآن في عداوة وحرب مع اليهود، ويقول: حتى إسرائيل! ولماذا تظن أن إسرائيل توجه قنواتها إلى الخليج؟ تعرض ماذا؟ تعرض برامج دينية، أو تعرض برامج ثقافية، أو أن الشاب المراهق عندما يأتي بالستلايت ويأتي بجهاز التلفاز في غرفته ويغلق الباب ماذا يفعل؟ أنت في يوم من الأيام كنت مراهقاً، وأنت لم تعرض لك هذه الأمور والحمد لله، خاصة كبار السن إنما تربوا على الصلاة والذكر، الواحد تقول له: لا تصلِّ، فيقول: لا.
هذه من أكبر الأمور، فيقوم للصلاة بدون ساعة؛ لأنه تربى على هذا الأمر.
أما شباب اليوم -أيها الإخوة- فإنهم يغلقون الأبواب على أنفسهم وعنده الستلايت، كنا في السابق نسمع عن تهريب الأفلام الخليعة، والآن لا نحتاج إلى هذه الأمور، الآن تأتي في بيته الأفلام الخليعة والداعرة وغيرها، إذاً الأمر خطير.
هل تظن أن هذا الجيل -جيل الستلايت والدشوش- بعد ثلاثين سنة أو عشرين سنة سيقود هذه البلاد؟
هناك الساعات المخصصة للتنصير في هذه البرامج، فهل تضمن أن أولادك لا يرون، أو إخوانك، أو أختك، ساعات مخصصة للتنصير، تعرف ما معنى التنصير؟ أي: يشاهد الشاب -على الأقل- فيسمع في يوم من الأيام: ما بالكم على النصارى؟ دعوهم وحالهم، لهم دينهم ولنا ديننا، هم أهل كتاب مثلما نحن أهل كتاب، هذه الكلمات بحد ذاتها خروج عن دين الإسلام، وتكذيبٌ لله، والله يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة:٧٢ - ٧٣] فيخرج لنا جيل في يوم من الأيام يقول لنا: النصارى ليسوا كفاراً، ولا بد أن نفعل مؤتمراً ومجتمعاً يعيش فيه النصراني واليهودي والمسلم إخواناً متحابين متآلفين، ولا يجوز أن تقول للنصراني: كافر.
إن هذا الستلايت يريد أن يغسل الأفهام والعقائد، ويزيل قضية الولاء والبراء، حتى لا يصبح الإنسان يوالي في الله ويعادي في الله، يحب اللاعب البريطاني أكثر من اللاعب المسلم.
اللاعب المسلم فد يكون فيه فسق لكنه يصلي فلا بد أن تحبه، ولكن البعض يحب النصراني أكثر، وهذا نسف لعقيدة الولاء والبراء.
في بعض البلاد -حتى تعلمون أن القضية خطيرة، وهذا تخطيط عالمي، وليست الفضية أن يفتح الواحد محل ستلايت، فهذا مسكين، بل القضية أكبر وأخطر- في بعض البلاد جاءوا بإمام المسجد إلى التحقيق، ما تهمته؟ قالوا له: لماذا تقرأ في الصلاة الآيات التي فيها النصارى واليهود؟ فهناك آيات تكفر اليهود والنصارى مملوءة بالقرآن، مثل الفاتحة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٧] فالمغضوب عليهم اليهود، والضالين هم النصارى.
فقالوا: لماذا تقرأ هذه الآيات؟ فقال لهم: هذا كتاب الله، قالوا: لا.
ابحث لك عن آية ثانية، لا تقرأ في هذه الآيات وصلوا إلى هذه الدرجة، ونحن الآن شيئاً قليلاً أزاحوها من الكتب، شيئاً فشيئاً حتى في بعض الأحيان تجد بعض الكلمات مثل هذه تزاح، أي: كنا قبل نسأل كبار السن، اسألهم ماذا يكتبون في الجرائد عن إسرائيل؟ فقالوا: العدو الإسرائيلي، وبعد سنوات قالوا: الكيان الإسرائيلي، ثم بعد سنوات قالوا: دولة إسرائيل، ونخشى أنه في يوم من الأيام في الجيل القادم نسمع كلمة إسرائيل الشقيقة! فنخشى من هذه الأمور.
فالستلايت ليست القضية فيه قضية فيلم، أو كما يضحك على بعضهم فيقال له: يا أخي! نأتي به من أجل الأخبار!! لا.
القضية أكبر، فالآن -يا إخوة- الستلايت يعرض فيه أمور لا تتصورها.
جاءني أحد الناس العوام وكان عنده ستلايت، يقول: والله يا شيخ أنتم لا تتخيلون ماذا في الستلايت؟ يعني: الشاب يسمع عشرين درساً، وعشرين موعظة، ويلتزم مع الصالحين عشرين سنة، يمكن أن يرى فيلماً واحداً فينتهي، وقد يرتد، يتدمر يا إخوان، ويأتي هذا الوالد والوالدة فيقولوا: والله ما استطعنا لهم، فلقد بكوا، وقالوا لي، أما في الستلايت فحالهم حال غيرهم!
أنت أولاً حاول أن تخرج هذا الجهاز من بيتك، وأخبر الوالد أن هذا حرام ومنكر، وأن فيه مفاسد، وقد تضيع أولادك يوماً من الأيام.
الأمر الثاني: إذا لم تستطع أن تخرجه فحاول أن تخفف الشر، حاول أن تبعد إخوانك الصغار، حاول -على الأقل- في الساعات المتأخرة أن تغلق الجهاز، على الأقل تتفق بينك وبين الوالد على بعض الأفلام ثم تغلق الجهاز، وبعض القنوات يلغيها، وعلى الأقل تمنع دخول التلفزيون إلى الغرف، حاول أن تضعه في الصالة، لكي تعرف ماذا يرون في البيت.
وبعض الفتيات الهاتف عندها إلى الساعة الواحدة في الليل تتصل، على من تتصل؟!!
إذاً الأمر يا إخوان -على الأقل- هو أن نخفف الشر شيئاً فشيئاً حتى نخرج الجهاز، فالله الله أن يلبس عليك الشيطان، أو أن يسول لك، ولا تقل: انظر فقط بعض البرامج أو بعض الأمور ثم أستغفر الله، أو أنظر ثم أتوب، ثم شيئاً فشيئاً حتى يوقعك الشيطان في شباكه والله أعلم.