للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التشدق والتفيهق والتكلم بالدين بغير علم]

يتكلم وكأنه أحد الفقهاء والأئمة الأربعة، وهو لا يفقه من الدين شيئاً، يتكلم بجزئيات في الشريعة، إذا سمعته تظنه إمام المسلمين، وهو العالم المفوه، وهو العلامة الذي ليس بعده ولا قبله، وإذا سألته لتجدنه أجهل الناس، كما قال الله جل وعلا عنهم: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون:٤] ولكنهم في الحقيقة كما قال الله جل وعلا: {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون:٧].

يتعلم جزئيات من التاريخ، وبعض الشبه في الدين، لينشرها كأنه يتكلم باسم إمام المسلمين، وسله عن أبسط مقدمات المسلمين، وأصول هذه الملة، ستجده جاهل بها لا يعرف حقيقتها.

أيها الإخوة: هذه بعض من صفات المنافقين، الذين قد نجدهم بين أظهرنا، ونجدهم يجلسون بيننا؛ بل بعضهم يتسمى باسم عبد الله ومحمد وأحمد وعبد الرحمن، ولكنه عدو للرحمن ولي للشيطان.

أيها الإخوة: هذه حقيقة لا يجوز أن ننكرها؛ وهي أن المنافقين في هذه الأمة باقون إلى قيام الساعة، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، ولعلهم يصلون بيننا؛ بل بعضهم يصلي حتى الفجر، ولكنه في قلبه عدو لله ولرسوله.

فنسأل الله عز وجل أن يعافينا وإياكم من النفاق وأهله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.

أقول هذا القول وأقم الصلاة.