أنصحك يا عبد الله أن تصفي قلبك من الغل، وأن ترفع يديك وتقول:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الحشر:١٠] ارجع إلى إخوانك، وضع يدك في أيديهم، وابدأ معهم مرة أخرى، طريقك في الدعوة إلى الله:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:٢].
أزل ما في قلبك من الغل، من الحقد، من الحسد على إخوانك، والخلاف شر، قيل للبخاري: إن أقواماً يقولون فيك كذا وكذا، فقال رحمه الله:{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}[النساء:٧٦] ثم قرأ قوله تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}[فاطر:٤٣] فقالوا له: ألا تدعو عليهم؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(اصبروا حتى تلقوني على الحوض).
الإمام أحمد يبكي طوال ليله، فيقال له في الصباح: مالك رحمك الله تبكي طوال الليل؟ قال: مر علي في الدرس، قوله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[الشورى:٤٠] فتذكرت المعتصم، من هو المعتصم؟ الذي كان يأمر بجلد الإمام أحمد وضربه، قال: فتذكرته، قال: فسجدت في الليل أبكي أطلب الله عز وجل أن يحله مني، يبكي طوال ليله أن يحله الله عز وجل ممن أمر بضربه، ومن أعان على جلده.