[واقع المرأة في العصر الحديث]
أختي الكريمة: هذا الزمن الأمر تغير، والنساء تغيرن، أين الحياء؟
تجدين المرأة في هذا الزمن تجلس مع رجل، وتختلي معه في غرفة، وتغلق الباب وهي معه، بحجة ماذا؟ دكتور في الجامعة، أو في الكلية، تناقشه في رسالتها، أو تسأله بعض الأسئلة، أو تبحث معه بعض المواضيع الدراسية، من هو؟ هل هو رسول الله؟!
من هو؟! هل هو أبو بكر؟! لو كان أبو بكر فإنه لا يجوز.
وإن كنَّ بعض النساء تأتي بحجة أنها مريضة، فتذهب إلى المستشفى، أو إلى المستوصف فتدخل على الطبيب وتخلو به لوحدها، بلا محرم من محارمها كالأب والأخ وغيرهما، حتى ولا أمٌ ترافقها، تدخل على الطبيب لوحدها، فيغلق الباب فيسألها عما شاء، وينظر إليها كيف شاء، بل والمصيبة والأدهى والأمر أ، يكشف منها ما شاء! الله أكبر! أين الحياء؟! أين العفة؟! أين الطهارة؟! إلى هذه الدرجة تنازلت المرأة؟! إلى هذه الدرجة -أختي الكريمة- تساهلتِ في الحياء؟! عفتكِ عندك لا شيء؛ إن المرأة لا تساوى شيئاً بغير عفة، المرأة بغير حياء لا تساوى شيئاً، لا تساوى ذلك المنديل الذي ترميه في القمامة، إي والله!
أختي الكريمة: هل نسيتِ نداء الله جل وعلا؟ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٩].
أختي الكريمة: بعض النساء تذهب مع زوجها، أو أخيها، أو حد محارمها.
إلى أين؟! تذهب إلى ملهى، أو إلى مطعم تقول: هذا مكان مخصص للعائلات وفيه اختلاط الرجال مع النساء، وهي تقول: هذا مكان للعائلات، هل هذه حجة؟ هل هذا تأويلٌ أم تحريف لنصوص الشرع؟
وبعضهن تذهب للأسواق بحاجة وبغير حاجة، لم؟ تقول: أريد أن أخرج من البيت، مللت هذا السجن، مللت هذا البيت، أريد أن أذهب كي أتسكع في الأسواق، ثم تقول: الحمد لله لست بمفردي، مع من تذهبين؟ أذهب مع السائق! الله أكبر! أين الحياء؟! أين العفة؟! إيمانك مرتبطٌ بالحياء، كلما قل الإيمان قل الحياء، وإذا ذهب الحياء: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
تجلس بعض النساء في أماكن مختلطة وليس لها في ذلك حاجة، مثلاً: تذهب إلى المستشفى هناك طبيبة أو طبيباتٌ وطبيبٌ واحد، وتقول: لا أريد طبيبة، أريد طبيباً بحجة أنها ضعيفة، إنها لا تفهم مثل غيرها، تريد طبيباً، الله أكبر! أين حياؤك؟ أين عفتك؟ هل وضعتي الحياء في البيت ثم خرجتِ!
اسمعي أختي الكريمة: إن هذا الوجه الذي طالما كنتِ في الدنيا تحسنيه، وتجمليه، وهذا الجسد كم كنت في الدنيا تحرصين على نعومته، وهذه الثياب التي تلبسينها، أتعلمين -يا أختي الكريم- أنه سوف يأتي يوم إن كنت من الغافلات، وكنتِ ممن ذهب عنهن الحياء وضاعت منهن العفة، اسمعي يا أختي الكريمة إلى هذا الوجه، ما الذي سوف يحصل له {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [الأحزاب:٦٦] أرأيتي السمكة كيف تشوى في النار؟ وهكذا يتقلب هذا الوجه الحسن، والوجه الجميل، ما الذي حدث له؟ ما الذي جرى له؟ أين جمالك؟ أين تلك النضارة؟ {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} هل تعرفين ما السبب؟ {يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} [الأحزاب:٦٦].
يا ليتنا أطعنا الله عندما قال: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٩] يا ليتنا أطعنا الرسول عندما قال: (المرأة عورة) (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، وذكر منهما نساء كاسيات عاريات) نعم تلبس لكن اللبس عارٍ، تجعل أسفل الثياب شقوقاً وخرقاً لماذا؟
بحجة أن تمشي على راحتها، ولم تجعلين الثياب ضيقة؟ من أباح لك هذه الثياب الضيقة؟ وتجعل أعلى الصدر فتحة، وعند الساقين فتحة، وإذا الأكمام قصيرة حتى بدا الساعدان، والثياب ضيقة حتى انكشفت الصدور، واتصف الجسد.