كم وكم من النساء كن صالحات، وإذا بفتنة وشهوة ومعصية ترديهن على أعقابهن.
اسمعي إلى هذا الرجل الذي كان صالحاً طوال حياته، بل كان مؤذناً يؤذن للناس ويدعوهم إلى الصلاة، فيقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح! وفي يومٍ من الأيام وهو يؤذن نظر إلى فتاة وأدمن النظر إليها، ولم يغض بصره وأسرف في المعصية، فإذا بقلبه يتعلق بها، فنزل بعد الأذان -واسمعن يا إماء الله إلى هذه القصة الغريبة، وبعدها لا أظن أن واحدة منكن سوف تأمن على نفسها، وتثق أنها سوف تظل على الدين إلى أن تموت إلا بتوفيق الله جل وعلا -فطرق الباب على ذلك البيت، فخرجت تلك النصرانية، فعانقها، فقالت له: سبحان الله -وهي كافرة- مؤتمنٌ ويخون! أي: أنت أمينٌ للناس تؤذن لهم وتخون الأمانة! فقال: إني أريدك.
قالت له: إذاً فتزوجني، قال: نعم، قالت: بشرطٍ واحد.
قال: وما هو الشرط؟ قالت: أن تتنصر، أن تكفر بالله العظيم، أن تبدل دينك إنها الشهوة ومرض القلب فإذا به يقول: إذاً أتنصر.
سبحان الله! لا إله إلا الله! إذا دخلت الذنوب والمعاصي القلوب، كيف تبدلها وتقلبها؟ ثم دخلت البيت وقالت له: اشرب من هذا الكأس، فإذا به يشرب من الخمر، ويأكل من لحم الخنزير، ثم قالت له: اصعد وارق على سطح المنزل، فإذا جاء والدي سوف أخبره بالخبر، فإذا به يصعد على سطح المنزل، ثم يتجول في السطح وهو سكران، ثم سقط من على المنزل، فإذا به يفارق الدنيا على نصرانيته!! يقول الله جل وعلا:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم:٢٧].
إذاً: الأمر خطير يا أمة الله! كيف تحفظ المسلمة نفسها من الذنوب والمعاصي؟ ألا تذكرين فلانة؟ كانت مصلية راكعة ساجدة، بل كانت يوماً من الأيام تحفظ كتاب الله، بل كانت تدعو إلى الله جل وعلا، كانت تتصل على فلانة فتدعوها إلى ذلك المجلس، وكانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أين هي الآن؟ هي الآن في مواطن الشهوات والشبهات، هي تحتاج إلى من يدعوها إلى الله جل وعلا ما الذي جرى؟ (إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء).