للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعجيل عقوبة العاق وفضل دعاء الوالدين]

اسمع إلى هذا الرجل الذي كبر أبوه فتأفف منه، فهل تعرف ماذا فعل؟ أخذ أباه على دابة -على جمل- وذهب به إلى الصحراء، فلما جاء في وسط الصحراء، قال الأب لهذا الولد، قال: يا بني! أين تريد الذهاب بي؟

قال: يا أبي! لقد مللتك، ولقد سئمتك.

قال: وماذا تريد؟

قال: أريد أن أذبحك.

فقال: يا بني! ماذا تقول؟

قال: أريد أن أذبحك لقد مللتك يا أبي!

فقال له: إن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني عند تلك الصخرة.

قال: ولم يا أبي؟ قال: فإني قد قتلت أبي عند هذه الصخرة، فاقتلني عندها وسوف ترى من يقتلك من أبنائك عند هذه الصخرة: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء:١٢٣] الجزاء من جنس العمل.

بر والديك، وأباك، وأمك، فسوف يأتي من أبنائك من يبرك، أو عقهما فوالله الذي لا إله غيره، يقول عليه الصلاة والسلام وهو حديث صحيح، يقول: (كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه).