السابعة والعشرون وهي الأخيرة: أن بعض النساء -ولعل هذا الأمر لا دخل له في الصيام، ولكن لأن كثيراً من النساء تؤدي زكاة مالها في رمضان؛ فإننا نتكلم عن الزكاة باختصار- بعض النساء تعطي الزكاة من لا يستحق، وتقول: هذه تعودنا أن أبي وجدي وجدتي كانوا يعطون الزكاة لهذه الأسرة، فنحن تعودنا أن نعطيهم ولو كانوا أغنياء، وهذا لا يجوز، والله قد حدد الزكاة لثمانية أصناف من الناس، ولا يجوز أن نعطي غيرهم، فإذا أغناهم الله فلا يجوز لنا أن نعطيهم شيئاً من الزكاة، أما الصدقات فأنتِ حرة فيها، وبعض النساء تعطي الزكاة لمن لا يصلي، وهذا لا يجوز، بل قال شيخ الإسلام: ولا يُعطى تارك الصلاة الزكاة ولو كان من أهلها -حتى ولو كان فقيراً- بل يشهر به حتى يعرف أي: حتى يترك هذا الأمر ويصلي ويصوم، ثم يعطى من الزكاة.
وبعض النساء تظن أن الذهب الملبوس لا يجب أن تخرج زكاته، وهذا فيه خلاف عند أهل العلم، لكن الصحيح -والله أعلم- أنه يجب عليها أن تخرج زكاة الذهب ولو كان من الذهب الملبوس، لقوله عليه الصلاة والسلام لما رأى بنتاً تلبس الذهب قال لأمها:(أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا يا رسول الله! قال: أيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار يوم القيامة؟! قالت: لا.
يا رسول الله! فخلعتهما ورمتهما وقالت: هما لله ورسوله).
أمة الله: هذه بعض المخالفات، وهي كثيرة، ولعلك قد سمعت بعضها، لكن نحثك -يا أمة الله- قبل قدوم رمضان أن تستمعي لبعض الأشرطة التي ستدلك على سنن الصيام، وتقرئي بعض الكتب التي تعلمك شروط وجوب الصيام، وعلى أركان الصيام، وعلى مستحبات الصيام، وعلى المفطرات في نهار رمضان، وعلى مبطلات الصيام، فلا بد أن نتعلم قبل أن نقع في المحظورات، وقبل أن نفقد صومنا.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.