عباد الله: لا بد أن نكون متيقظين منتبهين، كل منا ينتبه على دينه؛ فإن الشيطان لنا بالمرصاد، وأقسمُ بالله أنه حق، كما قال: يأتينا من بين أيدينا -من أمامنا- ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، يأتينا الشيطان الخبيث من كل مكان؛ ليصدنا عن سبيل الله جل وعلا، يأتينا بالمباح، يأتينا بالمكروه، يأتينا بالصغائر، يأتينا ببعض المشتبهات؛ ليضلنا عن سبيل الله، وعندما يضل الناس يأتيهم يوم القيامة ليخطب بهم خطبته الشهيرة، ويجمع الناس الله الإنس والجن تحته ليقول لهم:{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ} أي: لست بمنقذكم: {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[إبراهيم:٢٢] يكفر بهم، ويكفر بما كانوا يعبدونه من دون الله.
إنها الحسرة والندامة لأتباع الشيطان وللشيطان نفسه يا عباد الله!
اللهم أعذنا من الشيطان الرجيم.
اللهم إنا نعوذ بكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارقٍ إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.