السبب الرابع من أسباب هلاك الأمم ودمار القرى وهلاك المجتمعات: كثرة المنافقين الذين يتولَّون زمام الأمور، ويُنَصَّبُون ويتولَّون أمور المؤمنين:
المنافقون الذين يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ومحاربة أولياء الرحمن، ويحاربون الدعاة إلى الله والعلماء وطلبة العلم والمتدينين ويتظاهرون بالإسلام، ثم مع هذا يتولَّون أمور المؤمنين، ويتولَّون زمام شئونهم، قال عليه الصلاة والسلام:(إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله -أي: أُعطِي الزمام من لا يستحقه- فانتظر الساعة) قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}[البقرة:١١ - ١٢] يتظاهرون بالإصلاح، بل يقوم بعضهم ويقول للناس:{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}[غافر:٢٦] يا قوم! أخاف من الفساد، أخاف أن يهلكوا هذه الأمة، أخاف أن يمزقوا المجتمع، أخاف أن يظهروا فيها الفساد، أخاف أن يغيروا دينكم؛ ولهذا قتلتُهم، ولهذا سجنتُهم، ولهذا طردتُهم، ويتظاهر المنافق بأنه يحمي هذا الدين ويحمي حوزته، ويخطب في الناس ويزعم أنه يحافظ على دينهم وعلى كرامتهم وهذه من علامات فساد هذه الأمة وزوالها ودمارها يا عباد الله!