بل اسمع -يا عبد الله- إلى هذا الشاب الذي غرق في الذنوب والمعاصي، كلما جمع بعض الأموال ذهب إلى بلاد الحرام يفعل الفجور، ويزني ويعاشر النساء، ويشرب الخمور.
وكان لا يبالي، همه في الحياة النساء الفتيات الزنا الحرام الخمر يوم من الأيام سقط في الفراش مريضاً؛ حُمِل إلى الطبيب لكنه لم يقوَ على الخروج، يوم ويومان المرض يزداد والأدوية لا تنفع، الرجل يزداد مرضه بعد التحاليل جلس إليه الطبيب قال: أريد أن أخبرك بخبر قال: وما هو؟ قال: وتتحمل الأمر قال: أخبرني قال: للأسف بعد أن حللنا الدم علمنا أنك مصاب بمرض الإيدز.
كأنه حكم بالإعدام، بل الإعدام أرحم، إي والله الإعدام أرحم، فإن موت الإيدز موت بطيء، قد يظل الرجل يتألم شهوراً، أسمعتم بهذا؟ شهوراً قد يظل على الفراش، يصل إليه الأمر أن يُشَل جسمه، ألم لا يقوى عليه حتى لو يُعطى المسكنات لا ينفع، يصاب بالشلل، يصاب بالعَتَه، يصاب بالعمى، يصاب بالخرس ربما شهور وهو على الفراش، لا يقرب منه أحب الناس إليه، بل بعضهم أجلكم الله لا يستطيع أن يقضي حاجته، ويقضي الحاجة على فراشه، تخيلتَ! تصورتَ! يا ليته مات قبل هذا:{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[الحجر:٣].