جزاك الله خيراً، هذه نقطة مهمة، لا تدعو إلا بعلم، صحيح لا تدعو بجهل فتخرج الناس من منكر إلى منكر أكبر منه، فكم من رجل يدعو إلى الله وهو يأمر بالبدعة، يظن أنه يدعو إلى الله وما فعل إلا الشر، ومعنى أن تدعو بعلم أن تعرف أن الصلاة واجبة فهذا علم تدعو إليه، ويكفيك دليل واحد من القرآن أو السنة، تعرف أن الحجاب واجب، وعندك دليل من الكتاب أو من السنة، فاذهب وادع النساء إلى الحجاب، ولكن لا تتكلم بأمر لا تعلم عنه.
وكذلك العلم بحال المدعو وفي الحديث:(إنك تأتي قوماً أهل كتاب) فانظر كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ معاذ بن جبل وذلك لأن لكل قوم سجايا تحتاج إلى مراعاة وفهم.
كيفية الدعوة: دخل رجل المسجد فجلس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(أصليت ركعتين؟ قال: لا يا رسول الله! قال: قم فصل ركعتين) فانظر حال المدعو، واعرف حاله، لتعرف كيف تدعو إلى الله.
وجاء رجل فبال في المسجد فهمَّ به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(دعوه لا تزرموه! فلما أتم بوله، أمر بذنوب من ماء فأهريق عليه، فأتى هذا الرجل وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً) فينبغي أن توجد الحكمة في الدعوة إلى الله، وانظروا إلى إخواننا من جماعة التبليغ، فبعضهم حجة لبعض؛ لكن عنده أسلوب، لا يمر في الشارع إلا واهتدى على يديه جماعة بفضل الله، ويتوبون إلى الله، ثم يدخلون إلى المرافق؛ إلى أماكن شرب الخمور، بل إلى الكفار فيخرج الكافر يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، نعم.
نحن لا نقرهم على بعض أعمالهم؛ لكن هذه من أعمالهم الخيرة التي نشجعهم عليها.
والمهم أنك إذا أردت أن تدعو فادع بعلم، ولا تدع إلى بدعة، ولكن هل صحيح أننا ليس عندنا ذلك العلم الكافي حتى ندعو إلى الله؟
لنحاسب أنفسنا فسنجد أننا نعرف أن الصلاة واجبة، والحجاب واجب، والزكاة واجبة، ونعرف أن الأغاني حرام وهكذا.