[شاب يموت على سماع الموسيقى]
أخي العزيز! أسمعت بهذا الرجل الذي مات وهو يسمع الغناء والطرب؟
يقول: كنا شابين ذهبنا للدراسة في بعض البلاد، فدخلنا ذلك المكان الذي سوف نسجل فيه للدراسة يقول: وكان صاحبي في سيارته في الموقف فقلت له: تعال لنذهب نسجل للدراسة يقول: وقد فعلنا من الحرام ما فعلنا فقال لي صاحبي: لا.
سوف أنتظرك في السيارة، قلت له: ماذا تصنع؟
قال: اذهب سجل واسأل: هل هناك تسجيل ثم ارجع، يقول: فذهبت إلى العمارة وهو واقف في سيارته يقول: وطال بي المقام، فرجعت بعد ساعات إلى صاحبي فوجدته نائماً في السيارة، فتحت الباب قلت له: يا فلان، قم، يقول: وصوت الموسيقى خارج السيارة يقول: فلم يرد علي، قلت له: يا فلان قم، يقول: فلم يجبني، يقول: حركته، يقول: سبحان الله! لم يكن به بأس أبداً، مات وهو يستمع الموسيقى مات وهو يستمع إلى الغناء.
منهم من مات وهو يغني، منهم من مات وهو يدندن، منهم من مات أمام الناس وهو يرقص ويغني ويفسق ويفجر والناس كلهم شهود عليه وأتاه ملك الموت وقبض روحه.
تنام ولم تنم عنك المنايا تنبه للمنية يا نئومُ
تموت غداً وأنت قرير عينٍ من الغفلات في لُجج تعومُ
لهوتَ عن الفناء وأنت تفنى وما حي على الدنيا يدومُ
والمصيبة أن بعض الناس غره ظاهره، نظر، ما شاء الله! اللحية، والإزار قصير، والسواك في الجيب، ظن أنه بهذا قد بلغ الفردوس وما يدري أن هذا مهم ولكن الأهم سلامة القلب: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩].
هل سمعتَ برجل يصلي الصلوات الخمس يقضي ليله على الفضائيات والقنوات الخليعة؟!
هل سمعت بشاب يتظاهر بالسنة وربما تبدو عليه آثار السنة يجلس أمام الإنترنت بالساعات الطوال يدخل على بعض المواقع الإباحية، والمسكين يظن أنه لا أحد يراه: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:١٤]؟!
هل سمعتَ بفتاة تتظاهر بالحجاب والستر والعفاف، فإذا نام الأهل، وهدأت الأصوات، وسكن الناس دخلت إلى غرفتها فرفعت سماعة الهاتف تكلِّم صاحبها ويكلمها؟!
هل سمعت بمن يتظاهر بالسنة يجلس مجالس لا همّ له فيها إلا الغيبة والنميمة، ثم يقول: نحن على خير، فاللحية لا زالت على السنة، والثوب على السنة، والسواك في اليد، وهذا مهم، وظن المسكين أنه بهذا قد وصل.