يذكر ابن الجوزي قصة رجل مسلم عشق فتاة نصرانية؛ فتعلق قلبه بها فحُرِم منها وحرمت منه؛ فمرض الرجل ومرضت الفتاة، يقول ابن الجوزي في ذم الهوى، اسمع ما الذي حصل!
يقول: فاشتد مرضه، وكان عندهما صاحب ينقل الخبر بين الاثنين، يأتي إليها فينقل خبره، ويأتي إليه فينقل خبرها، فمرض الشاب وازداد مرضه، فسقط على الفراش حتى اشتد به المرض، وكان صاحبه عنده فقال الرجل المريض العاشق: يا فلان! أرى أنه قد حان الأجل، سوف نفارق هذه الدنيا، قد حان الأجل واقتربت الساعة، قال: أما صاحبتي فما لقيتها في هذه الحياة، وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة فقال صاحبه: إذاً ماذا تصنع؟
قال وهو يحتضر: سوف أبدل ديني؟ قال: ماذا؟ قال: سوف أبدل ديني، قال: هو على دين النصارى، وأعبد الصليب وأعبد عيسى، يقول: فلا زال يرددها حتى مات من ساعته، أرأيت!
يقول ابن الجوزي: يُروى أن هذه الشابة ماتت بعد أيام أتعرف كيف ماتت؟ يقولون: ماتت وهي مسلمة، أسلمت وشهدت الشهادتين، ثم ماتت وهي مسلمة:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}[سبأ:٥٤].