للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية ذكر الله وأنواع الذكر]

السؤال

وصف الله المؤمنين بالذاكرين، فكيف يكون الذكر أرشدنا جزاك الله خيراً؟

الجواب

أما عن الذاكرين الله كثيراً والذاكرات؛ فالذكر أيها الإخوة ثلاثة أصناف:

الأول: ذكرٌ باللسان.

بعض الناس يذكر بلسانه لكنه لا يستشعر، مثل بعض الناس يذكر الله وهو يمشي، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا إله إلا الله، يقولها لكن لا يستشعرها بقلبه، هذه أقل درجات الذكر، يؤجر لكنها أقل درجات الذكر.

الذكر الثاني: ذكر القلب، لا ينطق بلسانه لكنه يتذكر ربه دائماً قلبه حي يخاف من الله يرجو الله يستعيذ بالله، لكن لسانه لا يذكر ربه.

الثالث: هو أعلى الدرجات، وهو ما واطأ اللسان والقلب، يذكر ربه بلسانه وبقلبه، إذا قال: أستغفر الله، فهي من اللسان ومن القلب.

والذكر -يا عبد الله- ليس فقط باللسان، بل حتى بالجوارح، الصلاة ذكر، والصيام ذكر، والزكاة ذكر، والأمر بالمعروف ذكر، وطلب العلم ذكر، كل هذا ذكر يا عبد الله، كلما فعلت من طاعة فهو ذكرٌ لله جل وعلا.

وهناك أذكار مقيدة، وأذكار مطلقة، فمن الأذكار المقيدة: أذكار تكون عند مناسبات، مثل: عند دخول البيت، والخروج منه.

قبل أيام سمعت عن شاب جاءني والده يقول: دخل -أجلكم الله- الحمام، يقول: فسقط في الحمام وجلس إلى الصباح، يقول: ومن ذلك اليوم -يوم سقط- يبكي ويفزع من النوم، سألت هذا الشاب، وقلت له: لما دخلت -أجلك الله- الحمام هل ذكرت الله أو لم تذكر الله؟ رجل صالح لكن نسي تلك اللحظة أن يذكر الله.

باسم الله! اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، الحشوش والحمامات ممتلئة بالشياطين، وبعض الشياطين خبيث يترقب لبعض الناس، خاصة بعض الناس الذين يريد أن يصدهم عن الذكر وعن الصلاة والطاعة، فإذا غفل عن ذكر الله أصابه، وهذا يحدث كما قال الله جل وعلا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [البقرة:٢٧٥] يعني: أن بعض الناس يتخبطه الشيطان من المس، وهذا لعله يراه بعض الناس، ما الحصن؟ ذكر الله، إذا دخلت البيت، وقلت: باسم الله؛ انحبس خارج البيت ولا يدخل، فإذا قلت عند العشاء: باسم الله؛ منع عن العشاء والطعام فيجوع، وهذا أمرٌ حقيقة، بل بعض الناس كما قال الله جل وعلا: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ} [الإسراء:٦٤] يجامع زوجته معه -نعوذ بالله- ألا تغار على زوجتك، بعض الناس الشيطان يجامع زوجته معه، وهذا في القرآن موجود، إذاً ما الحصن؟ تذكر الله جل وعلا، تقول: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، هذا حتى عند الجماع، إذاً ذكر الله عند حالات ومناسبات يحصنك من الشيطان.

وهناك ذكر مطلق في جميع الأحيان: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا اله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله (كلمتان خفيفتان على اللسان) سهلة -يا أخي- تنتظر الدوام، وأنت في السيارة ذاهب للعمل، وأنت راجع إلى البيت، تنتظر دورك عند مستوصف عند جمعية في أي مكان تنتظر اذكر الله.

عبد الله! حرك اللسان (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان) أنت لا تعرف أجرك يا عبد الله عندما تذكرها (حبيبتان إلى الرحمن -ما هي؟ - سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).

سبحان الله العظيم وبحمده، لو قلتها مرة غرست لك نخلة في الجنة، وما من شجرة في الجنة إلا ساقها من ذهب ولا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة.

إذا كانت عندك ذنوب، كل يوم الواحد يذنب، لا يوجد إنسان لا يخطئ ولا يذنب: (من كان -أي: في سيارته في دابته- خالياً بالله وذكره) أي: يذكر الله سواءًَ بشريط قرآن، أو درس، أو محاضرة، أو يذكر الله في السيارة، أتعرف من الذي يجلس عنده؟ أنت لا ترى بعينك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا كان ردفه ملك -في السيارة- قال: ومن اختلى بالشيطان وذكره -أي: مثل الغناء والموسيقى والفجور والمعاصي في السيارة- قال: إلا كان ردفه الشيطان) أعاذنا الله وإياكم منه، هذا لو أصيب بحادث هل يذكرك بلا إله إلا الله؟

الإنسان هذا إذا أصيب بحادث صاحبه الملك يذكره بالشهادتين، أما ذاك فيذكره بالفساد والمنكر، إذاً يتعود حتى يكون لسانه رطباً بذكر الله، حتى إذا جاءت منيته أول ما يتذكر لا إله إلا الله (ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).