اسمع إلى هذا الطبيب والقصة غريبة، يقول هذا الطبيب: كنت في إحدى المستشفيات في كندا -وهو مسلم- وفي يوم من الأيام لفت انتباهي في أسماء المرضى في العناية المركزة شاب اسمه فلان بن فلان، اسم من أسماء المسلمين، يقول: ففرحت، فذهبت إليه ونظرت إلى حالته، وللأسف! إنه مصاب بالإيدز وهو ينتظر الموت.
يقول: فجلست عنده، واتصلت على أمه بالهاتف، فقلت لها: أنتِ أم فلان؟ قالت: نعم.
قلت لها: ائت إلينا الآن أريد أن أتكلم معك، قالت: أنا مشغولة، عندي تجارة وأعمال، يقول: وأنا أتكلم معها سمعت جرس الإنذار على سرير المريض، فقلت لها: الآن تأتينا فالأمر ضروري جداً.
يقول: وبعد ثلاثين دقيقة أتت، والأطباء عند رأس المريض، وبعد أن أخبرتها بالأمر، بكت وانهارت لما علمت أن ولدها سوف يموت، فقلت لها: اذهبي إليه، واقرئي عليه شيئاً من القرآن، فتعجبت وقالت: أو أنت مسلم؟ قلت: نعم.
قال: اقرئي عليه شيئاً من القرآن، قالت: والله لا أحفظ آية من القرآن، قلت لها: فكيف تصلين؟ قالت: نحن أسرة متدينة، لكن لا نصلي إلا العيد.
فقلت لها: أي دين هذا؟ قالت: نحن محافظون ومن أسرة متدينة، ابني كان عفيفاً وكان مستقيماً، ومرت الأيام ولم ينحرف إلا بعد أن تعرف على تلك الفتاة، وربما يسمع حديثي هذا من يعيش في بلاد الغرب، ربما أجبرته ظروفه على أن يعيش هناك، ولكن ينتبه على نفسه، فقلت لها: ائت معي نجلس عند رأسه، ربما نقرأ عليه شيئاً من القرآن، يقول: وذهبت عند رأسه وكانت حالته سيئة، يفيق ساعة ويغيب ساعة أخرى، ويتألم ألماً شديداً، والأطباء عند رأسه يقول: فلما أفاق رأيت وجهه قد اسود وأظلم، وعيناه تدمعان، فأخذت أكلمه وأقول له: قل: لا إله إلا الله أتعرف ماذا كان يقول؟ كان يقول: أين صديقتي؟ كنت أقول له: قل: لا إله إلا الله، فيقول لي: أين صديقتي؟ ولا زال على هذه الحال، وكان يقول: أريد مسكناً والألم شديد، فقلنا: لا ينفع معك مسكن ولا غيره، هذه اللحظات الأخيرة، وأنا أقول له: قل: لا إله إلا الله، وهو يقول: أين صديقتي؟ ائتوني بصديقتي، وهو يبكي على صديقته، حتى خرجت روحه وهو يقول: أين صديقتي؟ فلما مات انفجرت بالبكاء، ثم التفت إلى أمه فقلت لها وأنا أبكي: أنتم السبب، ضيعتم الأمانة، أعطاكم الله ولداً على الفطرة فانظروا إلى أي حال أوصلتم ابنكم (فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه){أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثية:٢١].