إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون! إن الموت حق، وإن الدنيا إلى زوال، وإن اللحظات التي تمر الآن، والدقائق التي تمضي تقربنا إلى آجالنا، والله عز وجل قبل أن ينادي الناس لصلاة الجمعة، وقبل أن يأمرهم أن يذهبوا إلى خطبة الجمعة وإلى صلاتها واستماع الذكر فيها، أمرهم أن يتذكروا قضية الموت، فقال سبحانه:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}[الجمعة:٨] مهما فررت ومهما هربت سل الأموات: هل كلكم مات مريضاً؟ هل كلكم مات كبيراً؟ هل كلهم مات بسبب أم أن كثيراً من الأموات مات هكذا؟ إنه لم يكن مريضاً، لم يكن كبيراً، لم يكن شيخاً، لم يمت بسبب إنما مات فجأة، كما قال الله جل وعلا:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}[النساء:٧٨] ولو كنت في المستشفى، أو بين الأطباء، أو بين الأحباب، ولو كانت عندك الأماني والأحلام {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}[النساء:٧٨].