[داعية يموت على عتبات المسجد]
شاب عمره خمسة عشر عاماً وأحد الدعاة إلى الله، داعية ملتزم عابد حسن الخلق يحدثني من أثق ويعرفه.
يقولون: توضأ لصلاة المغرب، فذهب إلى المسجد، ولم يكن به مرض أبداً، رجل شاب أثَّر في كثير من الناس، واهتدى عليه بعض الناس، شاب أحد الدعاة إلى الله، من طلبة العلم ومن الملتزمين توضأ لصلاة المغرب، قد انتهى يومه، يقولون: فما أن خطى عتبات باب المسجد لعله كان يقول: اللهم افتح لي أبواب رحمتك فإذا بروحه تخرج ويسقط عند باب المسجد: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:٢٧ - ٣٠].
أخي العزيز! فكِّر أي ميتة تريد؟ فكر في حالك، لا تقل: لا، الله سوف يقبضني على هذه الحال، ما أدراك؟
يا من يصر على الذنوب! يا من يخفيها بينه وبين نفسه! يا من يسهر على الفضائيات! يا من يكلم الفتيات! يا من ينظر إلى الحرام! يا من يجلس مجالس الغيبة والنميمة! فكر يا أخي العزيز؛ فإن الموت يأتي بغتة: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر:٥٦].
ماذا أصنع؟
تب من الآن، واستعد، وانتبه، فإن هذه اللحظة تأتي فجأة.
كن مستعداً يا أخي العزيز، ادعُ الله أن يحسن الخاتمة، ادعُ الله بالثبات فإن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء جل وعلا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:١١].
أخي العزيز! استعد لهذه اللحظات.
كيف أستعد؟
بالصيام، من مات وهو صائم وجبت له الجنة.
بالقيام، فإن القيام من أسباب ووسائل الثبات على الدين.
قراءة القرآن، فلعل الله يثبتك يا أخي العزيز.
ولا تقل: أنا ملتزم، فإن هذه المقولة إنما تدل على ضعف الإيمان، وعدم معرفة حقيقة النفس.
الملائكة التي لا تعصي الله ما يأمرها، طوال حياتها عبادة، إذا بُعِثَت قالت: (سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك، سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك).
أسأل الله جل وعلا أن يحسن خواتيمنا جميعاً.
أقول هذا القول، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وجزاكم الله خيراً على حسن استماعكم وإنصاتكم.