للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رجل يموت ورأسه في مصرف المجاري]

أخي العزيز! الغفلة وما أرداك ما الغفلة!

شخصية كبيرة أعرفه، قضى حياته كلها أتعرف في أي شيء؟

قضى حياته في حرب شريعة الله عز وجل، رجل ممن يسمى بالعلمانيين يحارب شريعة الله عز وجل طوال حياته، يحارب الإسلاميين، يحارب أهل الدين، يحارب شريعة الله، أتعرف كيف مات؟ مات ورأسه عند مصرف المجاري، يقولون: قَبُح وجهه وهو ميت، الذين غسلوه يقولون: هذا فلان! قَبُح وجهه وقَبُح منظره: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُم} [الأعراف:١٨٥].

من منكم يضمن -أيها الإخوة الكرام- أن يرى شروق الشمس؟! من يضمن أن يأتي الفجر عليه؟!

والله لا أحد، أنا وأنت لا نضمن، من منا يضمن أن يرجع إلى البيت؟!

من الناس من يقول الآن: سوف أرجع إلى البيت فأحرق الصور، وأتلف الأشرطة، وأزيل هذا الجهاز، بل سوف أرجع إلى البيت وأغيِّر حتى رقم الهاتف، وألغي هذه الأرقام حتى لا يعرفني أحد، وأهجر هذه المجالس أقول لك: يا أخي الكريم! أنت أملك طويل، هل تضمن أن ترجع إلى البيت؟! هل تضمن يا أخي العزيز أن تسمع نهاية حديثي؟!

هل تضمن يا أخي الكريم أن تسمع آخر كلمة أقولها؟!

والله لا نضمن، أن نسمع أذان العشاء، بل لا نضمن إذا خرج النفس أن يرجع إلينا مرة أخرى.