للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التزود من التقوى وعدم الإسراف في اللهو والضحك]

دخل عليه الصلاة والسلام على أصحابه وقد أسرفوا في الضحك، فقال لهم: (لو تعلمون ما أعلم! لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رءوسهم ولهم خنين) أخذوا يبكون.

أما نحن فيُقرأ علينا القرآن في رمضان كله من أوله إلى آخره والقلب لا يخشع دمعة واحدة لا تنزل لا نتأثر لا نتغير لا نتدبر!! على قلوب أقفال، نسأل الله العافية ما الذي أقفلها؟ {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:١٤] النظرات الكلمات الخطرات الأفعال!! الذنوب والمعاصي أماتت القلوب حتى أصبحت لا تتأثر بكلام الله ولا بآيات الله، الواحد منا يذهب إلى جنازة، ويحملها على كتفه، بل يمر في جنازة، ويمر بين القبور وكأنه يمر بين الصخور، يذهب إلى الجنازة فيخرج وهو يضحك.

قال الحسن البصري لأحدهم بعد أن مر في جنازة: [لو أن هذا رجع إلى الدنيا ماذا كان يتمنى؟ قال: أن يُصلي ركعتين، قال: فإن لم يكن هو فكن أنت يا عبد الله].

يا عبد الله! كل يوم يقبض الله روحك وأنت نائم ثم يرجعها إليك، ومع هذا تقوم من نومك، فتقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، ثم لا تتوب، ولا تتفكر! آيات وعبر كم من صاحب لك قد فارق الدنيا؟!

كم من قريب لك قد فارق الدنيا؟!

اقرءوا الجرائد تجدون صغار السن والشباب -الآن- يموتون أكثر من الكبار.

يا عبد الله! والله لا تأمن على نفسك أن تخرج من البيت فتركب السيارة أن تنزل منها، بل لا تأمن على نفسك أنك إذا نمت أن تستيقظ، بل لا تأمن على نفسك الآن أن ترجع إلى البيت، بل لا تأمن على نفسك الآن أن تخرج من هذا المجلس، بل لا تأمن على نفسك أنه إذا خرج نفسك أن يرجع إليك.

تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جنَّ ليلٌ هل تعيشَ إلى الفجر

فكم من فتى أمسى وأصبح لاهياً وقد نُسجتَ أكفانه وهو لا يدري

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر

وكم من عروسٍ زينوها لزوجها وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر