للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اليهود وأقوالهم في ذات الله]

انظروا -يا عباد الله- كيف يعاملون ربهم جلَّ وعلا، وماذا ينسبون إليه، ثم إن علمنا قبح مقالاتهم في الله لا نستبعد قبح مقالاتهم في الناس، بل وأفعالهم فيهم.

يقولون عن الله جلَّ وعلا -وهذا قد كتبوه بأيديهم في التوراة ونسبوه إلى الله- قالوا: إن الله جلَّ وعلا نزل إلى الدنيا، فتمثل في صورة إنسان، فتصارع مع يعقوب عليه السلام، الله جلَّ وعلا يتصارع مع نبي من الأنبياء، ثم ماذا؟ قالوا: إن يعقوب قد طرح الله أرضاً، قاتلهم الله ولعنهم!

انظر ماذا قال الله فيهم في القرآن: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة:٦٤] قالوا: يد الله مغلولة، الله بخيل لا ينفق على الناس، انظروا إلى الفقراء الجياع المرضى! انظروا إلى هذه الأمم كيف تموت جوعاً؟ الله بخيل، قبَّحهم الله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:٦٤] فأخبر الله أن يده مبسوطة انظروا إلى النعم انظروا إلى ما أنزل الله من السماء والأرض انظروا إلى هذه الخيرات انظروا إلى آثار رحمة الله!!

انظروا كيف يسبون الله جلَّ وعلا، يقولون في توراتهم: إن الله لما خلق السماوات والأرض تعب ونصب؛ فاستراح بعد خلقه لها، فرد الله عليهم فقال: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:٣٨] ما مسنا من تعب.

ولا نصب، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً!

يقولون عن الله: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران:١٨١] الله يطلب منا أن ننفق ونطعم الجياع والفقراء، إذاً الله فقير ونحن أغنياء انظروا كيف يسبون الله جلَّ وعلا!