للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اليهود وراء كل فتنة في هذا العصر]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

أما فعلهم في هذا الزمن وفي واقعنا فهو أكثر من أن نتكلم عليه في هذه الخطبة، فكل مسلم عاقل يعرف دين الله وشرعه، يعلم يقيناً من قلبه أنه لا عهد بيننا وبين اليهود، ولا صلح بيننا وبين اليهود، ولا سلام بيننا وبين اليهود، فهم أهل نقض العهود، كما قال الله عزَّ وجلَّ عنهم: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:١٠٠] لا عهد بين المسلمين وبين اليهود.

عاهدهم خير هذه الأمة، وصالحهم عليه الصلاة والسلام، وكانت الغلبة والقوة له، وكان الحكم له عليهم، عاهدهم وصالحهم ولكن لم يلبثوا إلا وأججوا الفتن، ودسوا الدسائس، وحاولوا قتله، ثم نقضوا العهد بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم، فقتل عليه الصلاة والسلام بعضهم، وأخذ أموالهم، وأجلى كثيراً منهم، حتى أمر آخر حياته ألا يبقى أحدٌ منهم في هذه الجزيرة.

اليهود قبَّحهم الله هم المغضوب عليهم في هذا الزمان وفي غيره من الأزمنة، كل حرب على وجه الأرض وكل معركة تدور بل أكثر المعارك والحروب على وجه الأرض لهم يد فيها، وهم طرف فيها، كما قال جلَّ وعلا عنهم: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة:٦٤].

يؤججون الحروب، ويثيرون المعارك، ويثيرون الفتن بين الأمم، ليبقوا أقوياء، فهم الذين يتدخلون في تجارة الأسلحة، ويقبضون في النهاية الثمرة، يتفرجون ويضحكون على الأمم كيف تتقاتل، وكيف تتصارع؟ ليبقوا أقوياء، لعنهم الله وأذلهم: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:٦٤] نعم! يسعون في الأرض فساداً.

إنهم يتدخلون في نشر المخدرات والخمور بين الشعوب والأمم، ويصرحون بهذا، بل أكثر بيوت وأماكن الدعارة على وجه هذه الأرض لهم يد فيها ويتدخلون فيها.

يا عباد الله! محافلهم الماسونية، ومحافلهم اليهودية قد انتشرت في بقاع الأرض كلها، بل بعض أعضائهم وبعض من ينتسبون إليهم يتسمون بالمسلمين كذباً وزوراً ثم يبثون السموم والدسائس بين المسلمين، يحرشون بينهم، ويفتنون في صفوفهم، وينشرون الخمور والمخدرات والدعارة والزنا لتبقى الشعوب هكذا في غفلة: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:٦٤].

نعم.

إنهم اليهود، أعداء الله جلَّ وعلا، أشد الناس على وجه هذه الأرض عداوة للمؤمنين وللمسلمين: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ} [المائدة:٨٢] قدمهم الله على جميع الكفار والمشركين.

أخبر عليه الصلاة والسلام أن المعركة قائمة بين المسلمين واليهود، بين المؤمنين وأعدى أعدائهم إلى قرب قيام الساعة، حتى تأتي تلك المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود، وقائد المسلمين عيسى عليه السلام، أنزله الله من السماوات إلى الأرض؛ ليقود المسلمين في تلك المعركة، أما قائد اليهود فهو الدجال الأعور، الذي يدعي الألوهية، يخرج معه من يهود أصفهان سبعون ألفاً، وينتشرون من بقاع اليهود ليتجمعوا في فلسطين والشام؛ ليقاتلوا المسلمين في الفسطاط -يتقاتل تحته جميع المسلمين وجميع اليهود- لتكون المعركة الفاصلة والحاسمة التي يتشوق إليها المسلمون، والتي يحدث المسلمون بها أنفسهم وينتظروها بفارغ الصبر، بل في تلك المعركة لا يقاتل البشر فقط؛ بل يقاتل في تلك المعركة الملائكة والأحجار والأشجار، كلها تقاتل مع المسلمين، فيختبئ اليهودي الذليل خلف الحجر والشجر: (فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله) فيأتي إليه المسلم فيحز رأسه ويقتله ويسفك دمه حتى يستأصل المسلمون اليهود، حينئذٍ لا يبقى على قيام الساعة إلا قليل، وتصبح الدنيا على قيام الساعة بعد أن يستأصل المسلمون اليهود.

عباد الله: لا بد أن نحدث أنفسنا بعداوتنا وبكرهنا وببغضنا لهم، لا نقول في الفاتحة: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:٧] إلا ونحن نتذكر اليهود الذين غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.

ثم نربي أجيالنا وأبناءنا على بغضهم وعداوتهم وكرههم، وعلى إعداد العدة لمحاربتهم في يوم من الأيام، عدة نفسية، وإيمانية، وعقائدية، وجسدية، نعد العدة لحربهم وقتالهم، انتظاراً لتلك المعركة الفاصلة التي وعدنا الله جلَّ وعلا بها على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين.

اللهم عليك باليهود والنصارى الذين يحاربون أولياءك، ويبدلون دينك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

أقول قولي هذا وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.