للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف الحور العين في الجنة]

إن في الجنة لحوراً؛ اسمع إلى صفاتهن، وتعجب منهن يا عبدَ الله! وما سوف أذكره لك في هذه الجلسة جزء قليل مما ذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

إن في الجنة لحورية ينظر الرجل في وجهها، فيرى وجهه فيها، حور عليها لؤلؤ اللؤلؤة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، حور يا عبد الله، لو اطلعت إحداها على الأرض لأضاءت ما بين السماء والأرض ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، يسلم عليها، فيقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد الذي أخبر الله عنه، ثم ينظر إليها فإذا عليها التيجان اللؤلؤة فيها تضيء ما بين المشرق والمغرب.

قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة:٢١ - ٢٤] ينظر إليها، ومن شدة إعجابه بها يعانقها أربعين سنة، لا يملها ولا تمله، ينظر إليها، أتعرف صفتها؟ مَن الذي أنشأها؟

{إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة:٣٥] أنشأهن الله: {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً} [الواقعة:٣٦]- {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن:٥٦]- {عُرُباً أَتْرَاباً} [الواقعة:٣٧] متحببات إلى أزواجهن، وفي الآية الأخرى: {كَوَاعِبَ أَتْرَاباً} [النبأ:٣٣] قد برزت ثُدُيُّهُنَّ، وجَمُلت وجوههن، واللهُ قد سماهن (خيرات حسان) كأنهن اللؤلؤ والياقوت.

عبد الله! تلك هي الحور العين يغنين بأغنيات: نحن الخيرات فلا نبأس، فتأتي تلك المرأة التي قد حسن جمالها على تلك الحور العين فيسألها الرجل: ومن أنت؟ فتقول: أنا من نساء أهل الدنيا، أنا من الصائمات القائمات، ثم ترد تلك الصائمة التي هي من أهل الدنيا وهي أجمل من الحور العين، ترد على الحور العين فتقول لهن: نحن المصليات وما صليتن، نحن الصائمات وما صمتن، نحن المتصدقات وما تصدقتن، نحن الذاكرات وما ذكرتن، فتقول عائشة رضي الله عنها (فغَلَبْنَهُنَّ) نعم والله، فإن نساء أهل الدنيا إن دخلن في الجنة أجمل من الحور العين، يعطى الرجل قوة مائة رجل، يجامع ما شاء، ويتلذذ بما شاء، بل له في الخيمة أهل إن أتى إلى واحدة ما تراه الأخرى، وإن أتى إلى الأخرى ما تراه الثالثة، يجامع في الليلة مائة مرة لا يتعب، يتلذذ معها، ما بالك بمن عانقها! ما بالك بمن جلس معها!