الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
في تلك الساعات أهل النار يعذبون ويحترقون، هناك أناس في نفس هذا الوقت يمرحون في الجنة ويتقلبون أتعرف ما صفاتها؟ لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، يتقلبون في الجنة في أنهار من عسل، وأنهار من لبن، وأنهار من خمر، وأنهار من ماء، بل الأبرار في نعيم في الجنة يفجرون العيون -تتفجر- فيشربون منها ما يشاءون.
أما الظلال فبعضها الجواد لا يقطعه في مائة عام {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}[الواقعة:٢٧ - ٢٨] سدر لكنه كثيف {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}[الواقعة:٢٩ - ٣٠] اجلس تحت الظل اجلس على الأنهار، ماذا تريد يا عبد الله؟ ملابسهم من الحرير، ويجلسون على الحرير، ولا يرون إلا أناساً من جمالهم كل يوم يزدادون حسناً وجمالاً، ثم يرسل الله ريحاً تحثو في وجوههم فيزدادون بها حسناً وجمالاً عرقهم المسك يطئونه بأرجلهم، وهناك الكوثر إذا شربوا منه شربة لا يظمئون بعدها أبداً، يرد على هذا النهر طيور أعناقها كالبخت يأكلون منها كما يشاءون، وينظرون إليها كما يشاءون {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}[الواقعة:٢٠ - ٢١] ثم ماذا بعد هذا؟ يدخلون القصور والخيام، هل لك أن تتخيلها وتتصور خيمة طولها ستون ميلاً! لا أظنك تستطيع أن تتخيلها.