للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة المغفرة وضرورة التوبة والندم]

السؤال

يقول السائل: كيف يتوب الإنسان من المعاصي؟ وإذا كان لا يصلي أو يتهاون بالصلاة، وإذا سئل عن ذلك قال: إن الله غفور رحيم؟

الجواب

لا حول ولا قوة إلا بالله! إن الله غفور رحيم، لعباده الصالحين.

أخي الكريم! لعلك تقول: الصالحون لا يحتاجون مغفرة، فأقول: أفضل الخلق غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو يحتاج إلى المغفرة عليه الصلاة والسلام، الله عز وجل غفور رحيم لأهل صلاة الفجر، لأهل الذكر، لأهل الدعوة إلى الله، لأهل الصلاح، هؤلاء يحتاجون مغفرة الله، أما للفجار الفساق فهو شديد العقاب، وهو عزيز ذو انتقام، ولا تخفى عليه خافية، فهو يستدرج عباده، فاعقل وتدبر قال الله عز وجل: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف:١٨٢ - ١٨٣].

عبد الله! إن الصالحين قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:٦٠] قالت عائشة: (يا رسول الله! ألزناة، شاربو الخمور، السراق، هم الذين يخافون، قلوبهم وجلة؟ قال: لا يا ابنة الصديق هم المصلون، هم الصائمون، هم الصالحون الذين يعملون ويخافون أن لا يُتَقَبل منهم) أرأيت الصالح! يخاف أن الله لا يقبل عمله، والعجيب من الفاجر الذي يأمن مكر الله، قال عبد الله بن مسعود: [المؤمن يرى ذنبه كأصل جبل يوشك أن يقع على رأسه، والفاجر يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا] ربما يشرب خمراً، ربما يترك صلاة، ربما يفعل معاصي كبيرة، وكأنها ذبابة وقعت على أنفه فقال بها هكذا، وكأنه لا يبالي، وهذه علامة المنافق وتلك علامة المؤمن.

عبد الله! هذه نتكلم فيها عن الفسقة، أما عن الذين لا يصلون فحدث ولا حرج، حديثهم حديث الكفار نسأل الله العافية، كيف تكون التوبة؟ بالندم والعزم والإقلاع عن هذه الذنوب والمعاصي.