[قصيدة شعرية تصف الموت وما بعده]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون: إذا أردت -يا عبد الله- أن تعلم ما الذي سوف يحصل لنا بعد الموت، وما الذي سوف يجري لنا بعد الموت؛ فاسمع إلى هذه الحكمة من هذا الشاعر الذي يصف حال المؤمن والفاجر في حال الموت وما بعده، اسمع وانتبه، واعلم أنك المقصود بهذه الكلمات، لا تقل: أنا أفضل من غيري، ولا تقل: الحمد لله عندي بعض الأعمال الصالحات، فإن بعض الناس ليس بمسلم، وبعض الناس فاجر وكافر لا تقل هذه كلمات، واتهم نفسك بالتقصير، واتهم نفسك بالنفاق، واتهم نفسك بكل ما تتهم غيرك يقول هذا الشاعر:
ذنوبك يا مغرور تحصى وتحسبُ وتجمع في لوحٍ حفيظٍ وتكتبُ
وقلبك في سهوٍ ولهوٍ وغفلةٍ وأنت على الدنيا حريصٌ معذبُ
تباهي بجمع المال من غير حله وتسعى حثيثاً في المعاصي وتذنبُ
أما تذكر الموت المفاجيك في غدٍ أما أنت من بعد السلامة تعطبُ
أما تذكر القبر الوحيش ولحده به الجسم من بعد العمارة يخربُ
أما تذكر اليوم الطويل وهوله وميزان قسطٍ للوفاء سينصبُ
تروح وتغدو في مراحك لاهياً وسوف بأشراك المنية تنكبُ
تعالج نزع الروح من كل مفصلٍ فلا راحم ينجي ولا ثم مهربُ
وغمضت العينان بعد خروجها وبسطت الرجلان والرأس يعصبُ
قاموا سراعاً في جهازك أحضروا حنوطاً وأكفاناً وللماء قربوا
وغاسلك المحزون تبكي عيونه بدمعٍ غزيرٍ واكفٍ يتصببُ
ولربما يكون ابنك، ولربما يكون أخوك، ولربما يكون خليلك.
وغاسلك المحزون تبكي عيونه بدمعٍ غزيرٍ واكفٍ يتصببُ
وكل حبيب لبه متحرقٌ يحرك كفيه عليك ويندبُ
وقد نشروا الأكفان من بعد طيها وقد بخروا منشورهن وطيبوا
وألقوك فيما بينهن وأدرجوا عليك مثاني طيهن وعصّبوا
وفي حفرة ألقوك حيران مفرداً تضمك بيداء من الأرض سبسبُ
إذا كان هذا حالنا بعد موتنا فكيف يطيب اليوم أكلٌ ومشربُ
وكيف يطيب العيش والقبر مسكنٌ به ظلماتٌ غيهبٌ ثم غيهبُ
وهولٌ وديدانٌ وروع ووحشةٌ وكل جديدٍ سوف يبلى ويذهبُ
فيا نفس خافي الله وارجي ثوابه فهادم لذات الفتى سوف يقربُ
ولا تحرقن جسمي بنارك سيدي فجسمي ضعيفٌ والرجا منك أقربُ
فما لي إلا أنت يا خالق الورى عليك اتكالي أنت للخلق مهربُ
وصلِّ إلهي كلما بر شارق على أحمد المختار ما لاح كوكبُ
اللهم أعز الإسلام المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشدٍ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم من أراد بنا وبالإسلام والمسلمين سوءاً فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميره، واجعل كيده في نحره.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
أقول هذا القول، وأقم الصلاة.