وهذه قصة حدثت في الشيشان، وسوف أنقلكم إلى بلد آخر، وإلى مجتمع آخر، إلى أناس عانوا الويلات ثم الويلات، تخيلوا ذلك البيت في إحدى الليالي، طرق الباب بقوة رجل وامرأة وعنده بنت فتاة شابة، وولد صغير، فطرق الباب بقوة، من؟ إنهم الروس (الشيوعيون) في آخر الليل، ما فتحوا الباب إنما كسروه ودخلوا البيت في آخر الليل، فهب الأولاد من نومهم، الشابة والصبي، ما الذي حدث؟ أخذ الأب بقوة، وضرب أمامه الأولاد، ثم قيد واغتصبت الأم والشابة أمام مرأى الأب والصبي الصغير صبي صغير يبكي ويصيح لكن ماذا يصنع وماذا يفعل؟! ولما اغتصبت الأم والفتاة والأب ينظر وضعوا السلاح في رأس الأب ثم قتلوه، ثم خرجوا يمشون يقول الشاعر عن هذا الطفل بلسان حاله، وكأنه يكلم جثة أبيه:
نسبى ونطرد يا أبي ونباد فإلى متى يتطاول الأوغاد
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا وإلى متى تتقرح الأكباد
نصحو على عزف الرصاص كأننا زرع وغارات العدو حصاد
أو ما لنا في المسلمين أحبة فيهم من العازي الميت سداد
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا أو ما لنا سعد ولا مقداد
أواه يا أبتي على أمجادنا يختال فوق رفاتها الجلاد
لا تخش يا أبتي عليّ فربما قامت على عزم الصغير بلاد
ميعادنا النصر المبين فإن يكـ ـن موت فعند إلهنا الميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة فالموت في درب الهدى ميلاد
أسمعت بقصص مثل هذه في البوسنة والشيشان، وفي غيرها من بلاد المسلمين؟ أين المعتصم؟ أين شباب المسلمين؟ أين الذين انغمسوا في الشهوات؟ لا هم لهم إلا الشهوة، والكأس والخمر، إلى متى يعيشون في هذه الحياة؟