للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى: من كانت فترته إلى سنتي فقد نجا]

السؤال

قد يحصل للإنسان فتور عن العبادات كما ذكر، فنرجو التوضيح؟

الجواب

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة)، وفي رواية: (ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد نجا، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك) وفي رواية: (فقد ضل) فالحديث صحيح، وحسنه بعضهم لكنه صحيح، ومعنى: {من كانت فترته إلى سنة} أي: أنه يظل على الواجبات مثلما قال الشيخ جزاه الله خيراً، أي: فلا يرتكب المحرمات ولا يفرط في الواجبات فهذا قد نجا.

مثاله: رجل فتر حتى أصبح -مثلاً- لا يقوم الليل، أو فتر حتى أصبح لا يصوم الإثنين ولا الخميس، أو فتر حتى أصبح لا يجلس بعد الفجر إلى الشروق، فهذا الفتور إلى السنة، لكن عليه أن يحاول أن يرجع، نسأل الله أن يجدد لكم إيمانكم، وهذه درجات دنيا، لكن المصيبة أن يؤدي الفتور إلى ضلالة، حتى يصبح الرجل كما ذكرنا يجلس في مجلس فيه منكر، فإنه فتور غير محمود، أو يمر في الأسواق ويكلمها وتكلمه ويضاحكها وتضاحكه، ويظن أن هذا الفتور لا بأس به، بل إنه يترك الدعوة إلى الله برمتها، والدعوة واجبة على كل مكلف، بل قال عليه الصلاة والسلام: (بلغوا عني ولو آية) وهذا الرجل لا هم له في الدعوة إلى الله بتاتاً، ثم يقول: هذا فتور طبيعي! لا، هذا فتور إلى ضلالة.

فجزاه الله خيراً إذ نبه على أن الفتور نوعان: فتور في ترك السنن والمستحبات، وهذا طبيعي، قال بعض السلف: لا بد من الغفلة، لكن لا تطل النوم.

فانتبه، اقرأ القرآن حتى يزداد الإيمان مرة ثانية، لعلك تموت على ضعف الإيمان، تحصل على الدرجات الدنيا، وقد يكون الفتور في ضلالة ونحن ما نشعر، نقول: هذا فتور عادي وطبيعي.