[وسائل دفع ضعف الإيمان]
السؤال
أحس بضعف الإيمان، وزوجي رجل ملتزم بالدين، ودائماً يحثني على الالتزام، وعلى أن أحافظ على الصلاة؛ ولكني لا أهتم بكلامه، وخصوصاً عند صلاة الفجر يوقظني فأرده بعنف، فبماذا تنصحني جزاك الله خيراً؟
الجواب
اتقي الله، اتقي الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (والله لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا) ما هناك جنة بدون إيمان.
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بُشر بالجنة كان يسأل حذيفة: [أسَمَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المنافقين؟!] هل أنا اسمي موجود في سِجِل المنافقين؟!
عثمان رضي الله عنه يقول: [والله لو كنتُ بين الجنة والنار، ولا أدري إلى أيهما أصير، لتمنيت أن أكون رماداً] رماداً وهو مبشر بالجنة، اشترى الجنة ثلاث مرات، كان عثمان يبكي إذا ذُكِر له الموت والقبر.
هل تأمن هذه المرأة من النفاق؟! هل تأمن أن تُسْلَبَ الإيمان قبل الموت؟! هل تأمن لَمَّا تنام عن صلاة الفجر وتطلع الشمس ألا يقبض الله روحها؟!
من يأمن يا عباد الله؟! أليس هناك من الناس مَن قَبَض الله روحه وقد نام عن الصلاة؟! كثيرون، بل منهم مَن يموت هذه الأيام والأيام السابقة -كما ذكروا في الجرائد وتسمعون من أحاديث الناس- بسبب تعاطى جرعات زائدة من المخدرات! كيف يلقى الله جل وعلا؟!
هل يأمن هذا الإنسان وهذه المرأة هل تأمن أنها إذا فتحت التلفاز أن يقبض الله روحها وهي على هذه الحال؟! وما مات إنسان إلا بعث على ما مات عليه.
إذاً: فلتتقي الله جل وعلا، ولترجعي إلى كلام الله جل وعلا، ولتفتحي المصحف، فإن أفضل علاج لضعف الإيمان وأولى وأول علاج وأنجع علاج: كلام الله جل وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} [الأنفال:٢] لكن أي تلاوة؟ تلاوة التدبر، والفهم، والتعقل والاستشعار.
لَمَّا يقول الله: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَان} [الانفطار:٦] مَن يُخاطب الربُّ؟! يُخاطبك أنت: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار:٦] ما الذي غرك بربك؟! ما الذي غرك به يا عبد الله؟!
عندما يقرأ الإنسان: (يا أيها الذين آمنوا) يقف! ينتبه! ويستعد للرجوع إلى كتاب الله!
وكما قرأ الشيخ الفاضل قول الله جل وعلا: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:٣٠] متى يذكرونه؟!
يوم القيامة، أو إذا مات له ميت، أو إذا مرض له مريض، يقول: نذهب للشيخ يقرأ عليه، أما هل له ورد في الليل يقرأه، أو يقوم به آخر الليل، (مَن قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين).
إذاً: علينا الرجوع إلى كتاب الله جل وعلا، وإحيائه في قلوبنا وفي بيوتنا.
والله أعلم.