للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كل ميسر لما خلق له]

لا تقل: أنا لا أصلح للعلم، فكل إنسان يصلح، ولا تقل: قد جربت فما فلحت.

بل جرِّب مرة أخرى، ومرة ثالثة، ورابعة، وتجرب حتى يدركك الموت وأنت تجرب وتحاول.

ومن الأمور التي تستغل وقتك بها أثناء العطلة: الدعوة إلى الله، ومنها: صلة الأرحام، ومنها: بر الوالدين، ومنها: زيارة الإخوان في الله، ومنها: عيادة المرضى، ومنها: اتباع الجنائز، ومنها: أن تعين مريضاً أو ضعيفاً، ومنها: أن تعمل أمراً يخدمك في الدنيا، وينفعك عند الله عزَّ وجلَّ، وهناك أمور كثيرة، فالذي لا يصلح لطلب العلم يصلح في أمور أخرى.

فلا تقل: أنا لا أصلح لطلب العلم، بل اطلب العلم الواجب واستغل وقتك في أمور أخرى، فهناك أمور كثيرة، وكما قال عليه الصلاة والسلام: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) وبعض الناس يطلب علماً قليلاً جداً، يقضي به فرضه، ثم إذا كان عنده وقت فراغ كبير يقول: ما أصلح لطلب العلم، نقول له: عندك دعوة، عندك زيارة الإخوان، عندك بر الوالدين، عندك صلة الأرحام، عندك عيادة المرضى، عندك توزيع شريط أو نشره، عندك مساعدة الإخوان في الله وإذا لم تستطع هذه فطاعة الله عزَّ وجلَّ كثيرة، المهم أن لا يمضي الوقت إلا في طاعة الله عزَّ وجلَّ.

وأفضل الأعمال على حسب الأوقات، فمثلاً: قراءة القرآن، الحسنة بعشره أمثالها، ولكن أيهما أفضل: قراءة القرآن أم الترديد خلف المؤذن؟ قراءة القرآن أفضل من الترديد خلف المؤذن، لكن لو أذن المؤذن، ففي هذه اللحظة يكون الترديد خلف المؤذن أفضل، لأن لكل وقت ما يناسبه وبين الأذان والإقامة، الأفضل هو الدعاء، فإن لم تفعل فاقرأ القرآن أو اذكر الله عزَّ وجلَّ، ولا تخلط بين الأوقات، ولا تخلط بين الأمور، فإذا أمرك أبوك بأمر، فلا تقل: أنا مشغول، أنا أطلب العلم! هذا خطأ، فإن هذا أفضل، وهذا وقته، وصلة الأرحام لها وقتها، وعيادة المريض كذلك ويأتي إليك إخوانك في الله ويقولون لك: فلان من الناس مات، هناك جنازة، فلا تقل: أنا مشغول، أنا أطلب العلم! هذا خطأ، هذا وقت اتباع الجنائز، ولكل شيء وقت، وإذا مرض جارك، أو أخوك في الله فاذهب إليه، ولا تقل: ليس عندي وقت، أريد أن أحفظ القرآن سبحان الله! [لأن أمشي في حاجة أخي خير لي من أعتكف في مسجدي هذا شهراً] وإذا جاءك جار لك وقال: يا أخي أوصلني، سيارتي تعطلت، فلا تقل: لست بفارغ، الآن جدولي أن أحفظ قرآناً.

هذا خطأ يا أخي، ولكل وقت ما يناسبه، ولكل حالة ظروفها.

المهم أن يمضي الوقت في طاعة الله، بأي شيء.

إن العاقل دائماً يشتكي ويقول: ما عندي وقت، أما البطَّال فيقول: ما أفعل بالوقت؟ وقتي فارغ، علموني، أعطوني أشياء أعملها.