[كيف يكون الإعداد؟]
السؤال
نرجو منكم الدعاء للمجاهدين، وكيف يكون الإعداد السري؟
الجواب
اللهم ثبت قلوبهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم ألف بين قلوبهم، اللهم اجمع كلمتهم، اللهم انصرهم على عدوهم يا رب العالمين.
اللهم من أراد بنا وبالإسلام والمسلمين سوءاً فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميره، ورد كيده في نحره.
أما بالنسبة للإعداد السري فأولاً: لا بد أن يعد كل إنسان منا نفسه، نحن الآن نقول: نريد الجهاد، وإخراج اليهود، والأعداء في الشيشان وفي كشمير وفي غيرها من البلاد، نعم.
ولكن أول الجهاد جهاد النفس في صلاة الفجر، أين نحن اليوم في صفوف صلاة الفجر؟! أمة لا يصلى الفجر منها في المساجد إلا ربع المصلين أو عشر المصلين أمة لا ينصرها الله، أمة ظهرت فيها الأغاني والملاهي، وانتشر فيها الفساد لا ينصرها الله، كيف ينصرنا الله عز وجل وإلى الآن ما انتصرنا على شهواتنا، ولا على أنفسنا؟!
فأول الجهاد: هو إعداد النفس للجهاد، أعد نفسك إيمانياً، عقائدياً، تربوياً، علم هذه النفس أن تتربى متى بدأ الجهاد في العصر النبوي؟ ثلاث عشرة سنة في مكة إعداد، ثم سنتان في المدينة ثم بعدها إذن لهم في القتال، حتى قال الصحابة في مكة: ائذن لنا يا رسول الله نقاتل.
قال: لا.
لم يؤذن لي.
وأنا لا أقول: ليس هناك جهاد، الجهاد باقٍ إلى قيام الساعة، والإعداد يجب أن يمضى إلى قيام الساعة، الإعداد بالنفس والبدن والمال، لكن ابدأ بأول قضية: فأعد نفسك بالإيمان، جاهد نفسك في قيام الليل، في صلاة الفجر، جاهد نفسك عن المعاصي والذنوب، ثم بعدها كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، قال: أعظم غزو اليوم الغزو الثقافي، كل بلاد الإسلام الآن مغزوة، نعم.
إن كانت فلسطين، وإن كانت كشمير والشيشان قد سلبت وطرد أهلها، وحرموا من ديارهم وعذبوا وقوتلوا، فليست هذه البلاد هي المغزوة فقط، بل كل البلاد اليوم مستباحة، إن لم تستبح بالقوة العسكرية استبيحت بالشهوات، بالجنس، بالخمور، بالمخدرات، الغزو الثقافي اليوم يطرق كل بيت عن طريق الفضائيات أين المجاهدون بالكلمة؟ أين الدعاة الناصحون؟ أين المخلصون الذين ينشرون دين الله؟ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) كلمة قد تكون بالجهاد، وقد تكون بالمال، وقد تكون بالنفس.
المهم أن الإعداد يكون بكل طريق، ويكون بكل وسيلة، وأول الجهاد جهاد النفس، نعد أنفسنا ونربيها أولاً على طاعة الله، وننشر الدين والخير بين الناس؛ لعل الله عز وجل أن يأتينا بجيل يحبون الموت كما يحب هذا الجيل الحياة، والله أعلم.
السؤال: ما المقصود بكلمة الإعداد السري؟
الجواب: لعل كلمة (السري) مخيفة، في الدين -ولله الحمد- كل شيء علن، حتى قال أبو بكر: (يا رسول الله ائذن لي بالمجاهرة، قال: لا بعد) هذا فقط في بداية الدعوة، ثم لما أذن لـ أبي بكر أن يقوم كان أول خطيب في الإسلام، جهر أبو بكر بالدعوة وإلى اليوم الدعوة في جهر بفضل الله عز وجل {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة:٣٣] نحن اتفاقياتنا ومعاهداتنا منشورة في كل المساجد (القرآن) ليس عندنا إلا قال الله وقال رسوله، نبايع على هذا ونعيش على هذا ونموت على هذا، القرآن والسنة، ليس لدينا شيء نخفيه، ندعو الناس إلى عبادة الله وترك عبادة غيره، التزام سنة رسول الله وترك الأهواء والبدع، لا ندعو إلى غير هذا، ديننا واضح ومنهجنا صريح وندعو إلى الله عز وجل في رابعة النهار، ولا نخشى في الله لومة لائم.